إيران: وجهنا تحذيرات لواشنطن من توقيف ناقلتنا بعد الإفراج عنها بجبل طارق

19 اغسطس 2019
حرب السفن لم تهدأ بعد (جوني يوكيجا/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت الخارجية الإيرانية أن طهران "وجهت التحذيرات اللازمة" لواشنطن من توقيف الناقلة الإيرانية "آدريان دريا" (غريس 1) بعد الإفراج عنها من قبل سلطات جبل طارق، فيما تشير بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن إلى أن الناقلة الإيرانية قد غادرت بالفعل مضيق جبل طارق حوالي الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي، متجهة إلى جزيرة كالاماتا جنوبي اليونان.


وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في مؤتمره الصحافي، اليوم الإثنين، إن بلاده "وجهت تحذيرات لازمة عبر الطرق الرسمية، خصوصا من خلال السفارة السويسرية" لدى طهران، والتي ترعى المصالح الأميركية في إيران، من توقيف الناقلة الإيرانية، محذرة بشدة من تبعات أي "خطأ أميركي" ضدها.
واعتبر موسوي أن التصريحات الأميركية حول الناقلة الإيرانية "تهديد للملاحة الدولية"، معلنا أن إفراج جبل طارق عن الناقلة جاء بعد "جهود دبلوماسية وقانونية مثمرة".
وفي السياق، ذكر موسوي أن بلاده ترحب دائما بالجهود الدبلوماسية وأنها "تبقي أبواب الحوار مفتوحة"، معتبرا أن رفض الحكومة في جبل طارق الامتثال للطلب الأميركي باحتجاز الناقلة، "تأكيد على أن العقوبات الأميركية غير قانونية".
كما أشار موسوي إلى أن "لا صلة بين توقيف الناقلة الإيرانية المفرج عنها واحتجاز الناقلة البريطانية" لدى طهران، مؤكدا أن الإفراج عن هذه الناقلة رهن قرار المحكمة في إيران بعد البت في "مخالفات" ارتكبتها في مضيق هرمز.

من جهته، شدد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، اليوم الإثنين، على "ضرورة إجراء متابعات حقوقية وقانونية للحصول على تعويضات مالية من الجهات التي احتجزت الناقلة" الإيرانية.

وأضاف رئيسي أنه "ينبغي تحصيل هذه التعويضات حتى يكون ذلك عبرة للدول التي تنتهك القوانين الدولية"، بحسب تعبيره، معتبرا الإفراج عن الناقلة الإيرانية "نموذجا عن هزيمة الأعداء خلال الأيام الأخيرة".

وعلى صعيد متصل، أكدت مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية مغادرة الناقلة الإيرانية مياه جبل طارق فجر اليوم ودخولها المياه الدولية.

وقال نائب رئيس المؤسسة، جليل إسلامي، في تصريحات، أوردتها وكالة "إرنا" الإيرانية، إن الناقلة الإيرانية "قد غادرت فجر اليوم منطقة جبل طارق ودخلت المياه الدولية بعد تنسيقات وتحضيرات وتغيير طاقمها".

وتنتاب طهران مخاوف لقيام واشنطن باحتجازها على خلفية إصدار مذكرة، الجمعة الماضية، لضبط ومصادرة الناقلة.

وفي السياق، حذرت الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، من مغبة أي إجراء أميركي في هذا الصدد، مهددة الولايات المتحدة بأنها في حال أوقفت الناقلة الإيرانية عليها تحمل "عواقب ذلك"، الأمر الذي يعني أن حرب الناقلات لم تضع أوزارها بعد.

ولم توضح الخارجية الإيرانية، هذه "العواقب"، لكن مصادر إعلامية مقربة من "الحرس الثوري" الإيراني، الذي احتجز في التاسع عشر من الشهر الماضي ناقلة بريطانية ردا على توقيف الناقلة الإيرانية في جبل طارق في الرابع من الشهر نفسه، قد هددت أمس الأحد باحتجاز ناقلة أميركية في مياه المنطقة، في حال أقدمت واشنطن على توقيف الناقلة "آدريان دريا" بعد أن أفرجت سلطات جبل طارق عنها.

وكتبت صحيفة "جوان" الإيرانية المقربة من "الحرس الثوري"، في افتتاحيتها، بقلم مديرها عبد الله غنجي، أنه "إذا ما حلت أميركا مكان بريطانيا في توقيف الناقلة الإيرانية فالحل هو مواصلة احتجاز الناقلة البريطانية، وفي الوقت نفسه توقيف ناقلة أميركية".
وأضاف غنجي أن "بريطانيا هي مصدر المشكلة ولعبت دور الجندي لأميركا، لذلك لا ينبغي أن تخرج من هذه المعركة من دون ثمن، وأن تفرج عن ناقلتها في حال قامت أميركا باحتجاز الناقلة الإيرانية".

 

وكانت وزارة العدل الأميركية، قد أصدرت يوم الجمعة، مذكرة، دعت فيها إلى ضبط ومصادرة الناقلة الإيرانية، وذلك بعدما أعلن رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو، أن بوسع ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"، المغادرة بمجرد أن تكون مستعدة للإبحار.
وأشعل احتجاز قوات البحرية الملكية البريطانية، الناقلة الإيرانية في مياه جبل طارق، في الرابع من الشهر الماضي، أزمة الناقلات بين لندن وطهران، بعدما نفذت الأخيرة تهديداتها بالرد بالمثل على الإجراء البريطاني لتحتجز الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" في التاسع عشر من الشهر نفسه، في مضيق هرمز، إلا أنها رفضت رسميا اعتبار هذه الخطوة انتقاما من إجراء بريطانيا في جبل طارق، معلنة أنها جاءت بعد ارتكاب الناقلة البريطانية انتهاكات لقوانين الملاحة.