إيران تبحث نتائج زيارة ظريف لفرنسا: الطريق أمامنا صعب

إيران تبحث نتائج زيارة ظريف إلى فرنسا: الطريق أمامنا صعب

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
26 اغسطس 2019
+ الخط -
فيما لا يزال الغموض يكتنف مباحثات أجراها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس الأحد، مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع، خلال زيارة قصيرة ومفاجئة إلى مدينة بياريتز الفرنسية، حيث تنعقد القمة بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الإثنين، أنه سيبحث اليوم مع المسؤولين الإيرانيين نتائج هذه الزيارة، وسط هجوم شنته أوساط محافظة في إيران، معتبرة أن الزيارة كانت "خاطئة".

وأضاف روحاني في كلمة بملتقى إنجازات الحكومة في مجال تطوير البنى التحتية القروية، نقلها التلفزيون الإيراني، "يمكننا أن نسلك طريقاً ننجح فيه أو لا ننجح، لكن يجب أن نبذل جهودنا وحتى عند احتمال النجاح ليس 90 في المائة وإنما 10 أو 20 في المائة، فعلينا أن نبذل الجهد ولا نضيع الفرص".

وفيما واجهت زيارة ظريف انتقادات من أوساط محافظة في إيران، قال روحاني إن "الأساس هو مصالح الدولة وإذا وجدت أن اجتماعاً مع شخص ما يحل مشاكل بلادي فلن أضيعه"، مشيراً إلى أن بلاده "تعيش ظروفاً صعبة وهي تخضع لأشد العقوبات منذ عام".


لكن روحاني أشار في الوقت ذاته إلى أن إيران تواجه هذه الظروف بأدوات متعددة، قائلاً "إننا، بينما نواجه العقوبات بالمقاومة والرد بالمثل ونخفض تعهداتنا، لكننا نمنح فرصاً للتفاوض والدبلوماسية"، قبل أن يوضح في هذا الصدد "أننا من خلال منح مهلة الشهرين بين مراحل تقليص التعهدات نبقي الباب مفتوحاً لحل المشاكل عبر الدبلوماسية".

وأكد الرئيس الإيراني "أننا نواصل الصمود للدفاع عن أمننا ومصالحنا ولا نتعب في ذلك"، مشيراً إلى أنه "إلى جانب الصمود والمقاومة، نتفاوض أيضاً" ليقول إنه "عندما يحتجزون ناقلتنا نجري مفاوضات وفي الوقت نفسه نحتجز ناقلتهم ونقوم بالأمرين معاً".

وفيما قدم روحاني المزيد من الشروح لاستراتيجية إيران في مواجهة الضغوط التي تواجهها، خاطب خصومه السياسيين المحافظين بشكل غير مباشر، من خلال القول إنه "يجب أن تعمل يد الدبلوماسية ويد القوة معاً ويخطئ من يظن أنه يجب العمل بيد واحدة. ولأجل المصالح الوطنية يجب استخدام القوة العسكرية والثقافية والاقتصادية وكذلك القوة السياسية والدبلوماسية والتفاوض".

وعن زيارته لبياريتز، قال ظريف اليوم الإثنين، من العاصمة الصينية، بكين، إنها جاءت بدعوة من نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، لـ"مواصلة المشاورات التي أجراها الرئيس روحاني والرئيس ماكرون خلال الأسابيع الأخيرة"، مشيراً إلى أنه بعد زيارته الجمعة الماضية لباريس، "كانت هناك حاجة لمزيد من المناقشة والتوضيح حول بعض النقاط، خصوصا المواضيع المصرفية والنفطية".

وأكد أنه والفريق الفني المرافق له أجروا "مباحثات مكثفة في أربع ساعات" مع المسؤولين الفرنسيين حول هذه القضايا، لافتاً إلى أنه التقى أيضا بمستشار أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، ومستشار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جانسون، باعتبار ألمانيا وبريطانيا شريكتين في الاتفاق النووي.

وأعرب ظريف عن أمله في أن "تنفع هذه المباحثات في دفع الأوروبيين إلى تنفيذ تعهداتهم" بموجب الاتفاق النووي.

وكان ظريف أكد بعيد لقاءاته في فرنسا، أمس الأحد، أن "الطريق أمامنا صعب لكنه يستحق الاختبار"، تعليقاً على مباحثاته مع ماكرون ولودريان، مشيراً إلى أن "دبلوماسية إيران متواصلة لإرساء ركائز التعامل البناء".

وأضاف ظريف في تغريدته على "تويتر"، أن زيارته إلى بياريتز الفرنسية جاءت لـ"متابعة هذا التعامل البناء".

وفيما نشر صوراً عن لقاءاته مع الرئيس الفرنسي ووزيري الخارجية والمالية الفرنسيين، أشار إلى أنه بعد "مباحثات مكثفة" معهم، أجرى لقاءً "توجيهياً مشتركاً" مع وفود بريطانية وألمانية.

وتعليقاً على هذه المباحثات، أكد ظريف أن "الطريق أمامنا صعب لكنه يستحق الاختبار".

ووصل وزير الخارجية الإيراني، أمس الأحد، إلى مدينة بياريتز الفرنسية التي تشهد انعقاد قمة مجموعة السبع، في زيارة مفاجئة، عزاها إلى دعوة من نظيره الفرنسي جان إيف لودريان "لمواصلة المشاورات حول المبادرات بين رؤساء إيران وفرنسا"، من دون أن يكشف عنها.

وأكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في تغريدة على "تويتر" أن وزير الخارجية الإيراني "لن يجري أي تفاوض مع الوفد الأميركي".

وكان وزير الخارجية الإيراني قد زار باريس، الجمعة الماضية، والتقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث وصف ظريف مباحثاته بأنها "بناءة وجيدة".

ونفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم الإثنين، أن تكون لزيارة ظريف، أمس الأحد، علاقة باجتماع قمة مجموع السبع، قائلاً إن "زيارة ظريف لم تكن لها علاقة بقمة السبع وكانت بطلب من فرنسا".

ورداً على الانتقادات الداخلية لزيارة ظريف لبياريتز، قال ربيعي، "إنه خلافاً لما يطرحه البعض أننا لا نلعب في ملعب ترامب".

وأضاف ربيعي أن الحكومة "لا تتصرف بانفعال بل نتصرف كلاعب وجهة فاعلة".

وشدد ربيعي على أن بلاده "ليست لديها أدنى رغبة في اللقاء مع الأميركيين"، مشيراً إلى أن بلاده "لا دور لها ولا تتدخل في المباحثات بين فرنسا وأميركا".

وأشار ربيعي إلى أن زيارة ظريف "لم تكن سرية وبحسب معلوماتنا فإن الأميركيين كانوا على الاطلاع بها مسبقاً"، عازيا أهداف الزيارة إلى التباحث بشأن "طريقة تنفيذ التعهدات في الاتفاق النووي والرزمة التي اقترحها الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) مع روحاني خلال اتصالات هاتفية".

وأوضح أن زيارة ظريف كانت "مفيدة لتبادل الآراء حول هذه الرزمة"، من دون أن يكشف عن تفاصيلها.

إلا أن مصادر إعلامية كشفت أن فرنسا تتفاوض مع الإدارة الأميركية لمنح إعفاءات لبيع إيران نفطها لفترة زمنية محددة أو أن يتم إنشاء خط ائتماني عبر قناة "إنستكس" المالية الأوروبية لتتمكن إيران من التجارة مع الخارج، وذلك بغية تنفيذ كامل تعهداتها النووية والدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية حول الملفات الشائكة.

لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤولين إيرانيين ودبلوماسي، أمس الأحد، أن طهران ترفض التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، لكنها تريد تصدير 700 ألف برميل يومياً من النفط على الأقل إذا أراد الغرب التفاوض لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وقال مسؤول إيراني كبير "كبادرة حسن نية وخطة صوب إتاحة المجال للمفاوضات، قمنا بالرد على اقتراح فرنسا. نريد تصدير 700 ألف برميل يومياً من النفط، ونحصل على الأموال نقداً. وهذه مجرد بداية. يجب أن نصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً".

كذلك صرح مسؤول ثانٍ: "لا يمكن التفاوض بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ولن يحدث. أوضحنا ذلك تماماً وبصراحة".

وقال دبلوماسي إيراني إن بلاده استبعدت أيضاً إجراء أي مفاوضات بشأن "حقها في تخصيب اليورانيوم ودورة الوقود النووي المصنوع محلياً. وفي المقابل، سنلتزم تماماً بالاتفاق النووي المبرم عام 2015".


مهاجمة زيارة ظريف

وفيما غادر ظريف طهران، ليل الأحد الإثنين بلاده، مطلقاً جولة آسيوية، تشمل الصين واليابان وماليزيا، واجهت زيارته المفاجئة، أمس الأحد، إلى فرنسا، انتقادات حادة، بين أوساط محافظة في إيران، لتصفها صحيفة "كيهان" الأصولية اليوم الإثنين، بأنها كانت "في غير محلها".

وأشارت الصحيفة في مقال لها، إلى أن "وزير خارجية إيران توجه إلى باريس في زيارة عاجلة ولعدة ساعات لمناقشة الرزمة الفرنسية مجددا، وذلك في خطوة مثيرة للتأمل"، مضيفة أن "هذه التصرفات الخاطئة تأتي انطلاقاً من التصور بإيجاد انفراج اقتصادي".

لكن "كيهان" أكدت أنها "حتماً لن تؤدي إلى نتيجة سوى تشديد ضغوط العدو"، واصفة الرزمة الفرنسية بـ"المهينة".

وفي السياق، أوضحت أنه "بحسب وسائل الإعلام اقترح الفرنسيون على إيران وقف خفض تعهداتها النووية وجعل القيود الواردة في الاتفاق النووي دائمة والتفاوض على قدرتها الإقليمية"، مشيرة إلى أنه في مقابل ذلك "يقرر ترامب تعليق بعض القيود المفروضة على بيع إيران نفطها ولفترة محدودة".

واعتبرت "كيهان" أن ذلك "يعني أن تقدم إيران أشياء عاجلة مقابل وعد مؤجل"، لافتة إلى أن ذلك "هو ما حصل في الاتفاق النووي أيضاً".

وقالت إن "زيارة أعلى مسؤول في الخارجية إلى فرنسا بعد وقت قصير من زيارته السابقة إلى باريس، توصل رسالة الضعف والعجز".

ذات صلة

الصورة

سياسة

بين تخرّجها بلقب أول في العلوم السياسية، ثم تخرجها بشهادة دكتوراه في القانون عام 2010، لم تكن المحاماة في وارد ألينا حبة، العراقية ذات الأصول الأشورية الكلدانية، التي كانت الوجه الأبرز بين محامي دفاع دونالد ترامب، خلال قضية "وثائق مارالاغو".
الصورة
سياسة/الاعتداء على ماكرون ببيضة/(يوتيوب)

منوعات

تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً للرشق بالبيض، بعد أشهر من تعرضه لصفعة على وجهه، ولكنه ليس الرئيس الأول الذي تعرض لمثل هذه المواقف.
الصورة

سياسة

شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، تظاهرة تطالب قادة مجموعة السبع، بقطع دعمهم السياسي والعسكري لإسرائيل.
الصورة
مهاجرون في بودابست- ناصر السهلي

مجتمع

في اليوم الدولي للمهاجرين، الذي يصادف اليوم، الجمعة، تتابع "العربي الجديد" الإضاءة على قضية الهجرة واللجوء، سواء في التدفق المستمر نحو الدول الغنية والآمنة هرباً من الفقر والحروب، أو في محاولات الدول المستقبلة وقف هذا التدفق، مع ما في ذلك من انتهاكات

المساهمون