إعصار "أمبان" يخلّف قتلى ودماراً كبيراً في بنغلادش والهند

إعصار "أمبان" يخلّف قتلى ودماراً كبيراً في بنغلادش والهند

21 مايو 2020
+ الخط -

دمّر "أمبان"، أعنف إعصار يضرب بنغلادش وشرق الهند منذ أكثر من عقدين، منازل وجرف سيارات. وتسبّب بفيضانات وبمقتل أكثر من 12 شخصاً. وبدأت السلطات بتفقّد الأضرار، اليوم الخميس، بعد أن أمضى الملايين ليلتهم في الملاجئ، مع مرور الإعصار "أمبان" المصحوب برياح تصل سرعتها إلى 165 كلم في الساعة، اقتلعت أشجاراً وأعمدة كهرباء وجدراناً وأسطحاً. 

وأعلن مسؤولون في بنغلادش، أنّهم ينتظرون تقارير من منطقة سندربان، المدرجة في لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، والشهيرة بغاباتها ولنمور البنغال المهدّدة بالانقراض، وهي الأكثر تضرراً من الإعصار.

وأثار إجلاء أكثر من ثلاثة ملايين شخص من البلدات الساحلية، ارتياحاً لمساهمته في الحدّ من عدد الضحايا، لكنه في الوقت نفسه، يثير مخاوف من انتقال عدوى فيروس كورونا في الملاجئ المكتظّة. وأرسلت سلطات البلدين كمّامات وسوائل لتطهير اليدين، لكن التباعد الجسدي مستحيل، بسبب العدد الكبير من الأسر التي لجأت إلى المدارس والمباني الحكومية.

وتضرب الأعاصير سنوياً خليج البنغال؛ ففي عام 2007 خلّف الإعصار "سيدر" أكثر من 3500 قتيل في بنغلادش.

ملايين بدون كهرباء
 

قدّرت رئيسة حكومة ولاية البنغال الغربية، ماماتا بانرجي، عدد القتلى جرّاء الإعصار، ما بين عشرة و12، رغم أنّه لم يتم تأكيد ذلك على الفور. وأعلن مسؤولون في بنغلادش مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم صبي في الخامسة ومسنّ في الـ75 من العمر، جرّاء سقوط أشجار عليهما وغرق متطوّع في الهلال الأحمر.

كما تسبّب سقوط أشجار وقطع من الإسمنت اقتلعتها الرياح العنيفة، بمصرع أشخاص في الهند. وغمرت المياه الشوارع في عاصمة البنغال الغربية، كالكوتا وغطّت السيارات المركونة. كما غرقت معظم أحياء المدينة التي تضمّ 15 مليون نسمة في الظلام، بعد حدوث انفجار في محطة التحويل. وقال مسؤولون إنّ الملايين عبر الهند وبنغلادش، كانوا محرومين من الكهرباء.

وتراجعت قوة الإعصار مع توجّهه إلى سواحل بنغلادش، لكنه تسبّب بتساقط أمطار غزيرة ورياح عاتية في كوكس بازار، المنطقة التي يقيم فيها مليون لاجئ من الروهينغا الذين فرّوا من العنف في ميانمار. و"أمبان" هو أقوى إعصار يتشكّل فوق خليج البنغال منذ 1999، مصحوباً برياح بلغت سرعتها 185 كلم في الساعة.


وفي جنوب غربي بنغلادش، تسبّبت فيضانات بتدمير سدّ وإغراق أراض زراعية كما قالت الشرطة لوكالة "فرانس برس". وقال مسؤولون بنغاليون، إنّ قوة الإعصار تركّزت على الغابات في سندربان. وصرّح المسؤول عن هذه المنطقة، معين ادين خان: "ما زلنا نجهل حجم الأضرار الحقيقي. نحن قلقون لمصير بعض الحيوانات البرية، إذ يمكن أن تجرفها المياه خلال عملية المد التي يسبّبها الإعصار".

وقال القروي، بابول موندال (35 عاما)، المقيم في المنطقة لفرانس برس: "يبدو وكأنّ جرّافة مرت على المنازل. كل شيء مدمّر". وغالباً ما تضرب الأعاصير سواحل بنغلادش، حيث يقيم ثلاثون مليون شخص، وشرق الهند، وهي قد تسبّبت بمصرع الآلاف في العقود الماضية. وفي 1999، أسفر إعصار عن مقتل عشرة آلاف شخص في أوديشا. وتعلّمت تلك المنطقة من دروس الأعاصير المدمّرة في المنطقة في العقود السابقة. فقد تمّ بناء آلاف الملاجئ للسكّان، وطُورت سياسات إجلاء سريع فيها. لكن المهمة هذه المرة أكثر تعقيداً، بسبب انتشار فيروس كورونا، إذ إنّ تنقلات السكّان يمكن أن تساعد على انتشار الوباء.

كورونا يزيد الأمور تعقيداً

أعلن انامور رحمن، الوزير البنغالي المكلّف إدارة الكوارث لفرانس برس، أنّه تمّ إجلاء 2.4 مليون شخص إلى الملاجئ، وتمّ نقل نصف مليون من رؤوس الماشية إلى أماكن آمنة. وأجلت الهند أكثر من 650 ألف شخص في غرب البنغال وأوديشا.

وعمدت السلطات الهندية، بسبب فيروس كورونا، إلى استخدام المزيد من الملاجئ، تفادياً للاكتظاظ، وفرضت استخدام الكمّامات. ولا يزال عدد حالات "كوفيد-19" يرتفع في البلدين.

لكن العديد من سكّان المناطق المعرّضة للخطر، اختاروا البقاء في بيوتهم على الرغم من الإعصار، خوفاً من عدوى كورونا. وقالت سولاتا موندا، التي تعيش في منطقة شيناماغار في بنغلادش، لوكالة فرانس برس: "سمعنا أنّ الملجأ المضاد للأعاصير بالقرب من مفوّضية الشرطة مكتظّ، ولم تعد هناك أماكن فيه". وأكّدت هذه الأم لأربعة أولاد: "نعتقد أننا سنكون بخير، وإذا احتاج الأمر فسنخرج في وقت لاحق".

وإن زادت قوة الأعاصير في السنوات الأخيرة في خليج البنغال، وهي ظاهرة تُنسب جزئياً للاحتباس الحراري، فإنّ خسائرها البشرية هي عموماً أقل من السابق، بفضل نظام مراقبة أكثر تطوراً وتدابير وقائية فعّالة.


(فرانس برس)

دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

أثارت الرئيسة الهندية دروبادي مورمو جدلاً حاداً خلال دعوتها لعشاء قادة مجموعة العشرين، حيث استخدمت عبارة "رئيس بهارات" بدلاً من "رئيس الهند". هذا الخبر أثار تساؤلات ونقاشاً حول تغيير اسم البلاد.
الصورة

سياسة

تأسست مجموعة "بريكس" كجبهة اقتصادية وسياسية طموحة تعكس تحولاً جذرياً في النظام العالمي. جمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في بادئ الأمر لتشكيل هذه المنظمة في عام 2006، تحت اسم "بريك"، وتم انضمام جنوب أفريقيا إليها في عام 2011، ليصبح الاسم "بريكس".
الصورة

مجتمع

أفادت تقارير إعلامية بأن نحو 300 شخص لقوا حتفهم، ونُقل 850 إلى المستشفيات في الهند، بعد خروج قطار ركاب عن مساره واصطدامه بقطار بضائع في منطقة بالاسور بولاية أوديشا يوم الجمعة.
الصورة

مجتمع

يُتوقع أن تتخطى الهند الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بحلول منتصف عام 2023، بحسب تقديرات نشرتها الأمم المتحدة، الأربعاء.

المساهمون