أهالي جنوب دمشق بين شرّي مصالحات النظام وتحكّم "داعش"

21 ابريل 2018
قصف النظام السوري على بلدة يلدا بريف دمشق (تويتر)
+ الخط -
تشتد معاناة الأهالي المحاصرين في مناطق ريف دمشق، التي تضم بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وأحياء الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك، بسبب القصف الذي تتعرض له من قبل قوات النظام السوري بمساندة وحدات من جيش التحرير الفلسطيني. ويتخوف الأهالي من تهجير يطاولهم مع النظام للسيطرة على المنطقة، وفرض رضوخها لاتفاق برعاية روسية، مثلما حدث في القلمون الشرقي أخيراً.

وقال سامر حموية ابن بلدة يلدا لـ "العربي الجديد"، إن "المصالحة هي الحل لإعادة الأوضاع إلى مجاريها، وإنهاء حالتَي الهلع والخوف التي تسود بين المدنيين، وكسر طوق الحصار وغلاء الأسعار".

وأشاد حموية بدور الشيخ صالح الخطيب (مسؤول ملف المفاوضات والمصالحة في يلدا)، الذي يوصف بـ "عرّاب المصالحات" في منطقة جنوب دمشق، مشيراً إلى أنه شخص يسعى عبر علاقاته القوية مع الروس إلى الحفاظ على المنطقة وتجنيبها الدمار. موضحاً أن المصالحة مع النظام بكل مساوئها تبقى أفضل من تحكم تنظيم "داعش"، وهو الوجه القبيح للنظام.

أما عبدو طيارة، فأشار إلى أن سكان جنوب دمشق يشكون من الحصار والقصف في الوقت ذاته، مبيّناً لـ "العربي الجديد" أن الأوضاع المعيشية صعبة. وقال: "النظام وجيشه يتفننان في عمليات الحصار وإغلاق المعبر الوحيد المؤدي إلى بلداتنا، ما يزيد معاناتنا وضغوط الحياة عليها، التي هي صعبة بالأصل".

وتابع: "القصف وتهديداته اليومية وعمليات الإغلاق المتكررة للمعبر تضطرني للسعي الدؤوب إلى الحصول على المواد الغذائية، خصوصاً مع وجود أطفال لديّ لا يمكنني إطعامهم أي شيء أو تركهم من دون خبز".



حميد سلوة، من بلدة ببيلا يتحدث، مغلفاً معاناته اليومية بابتسامة تسخر من الأحوال. وقال لـ "العربي الجديد": "إذا كان تأمين مياه الشرب بحد ذاته همّاً لنا، فمن أجل تأمين بيدونين من المياه يجب تخصيص يوم كامل لهما بسبب الازدحام الشديد على مياه الشرب، ونرى مستقبلاً مجهولاً لأبنائنا أمام أعيننا، فهل سيبقون من دون تعليم بسبب توقف مدارسهم التي في الأصل كانت تعمل تحت هاجس من الخوف والرعب، فما الذي يمكن أن نفعله؟".

وقال يامن عبدالرحمن، ابن بيت سحم، لـ "العربي الجديد"، عن الطريق التي أوصلت جنوب دمشق إلى هذه المرحلة: "لو اقتصرت حالة تناحر الفصائل في المنطقة على القادة فقط، لكان من الهيّن التعامل معها، كنا نريد لهذه الفصائل أن تتوحد وتقاتل النظام، وألا تدخل في معارك بعضها ضد بعض، ما يخدم العدو الأسدي".

ووصف مآلات الواقع الحالي أنها "سبحة انحل عقدها بداية في مدينة حمص، واستمر إلى الزبداني والغوطة الشرقية وقد لا نسلم نحن منه، فيكون التهجير واقعنا".​