أطفال مصريون معتقلون يتهمون الشرطة باغتصابهم

أطفال مصريون معتقلون يتهمون الشرطة باغتصابهم

15 يونيو 2014
عمليات اعتقال الأطفال متواصلة في مصر (العربي الجديد)
+ الخط -

 

حاصرهم الظرف السياسي دون أي سابق إنذار، فصنع منهم رجالا قبل أوانهم؛ هم مجموعة من الأطفال القصر، أو "الأحداث"، كما تسميهم القوانين المصرية المنظمة لعمل المؤسسات العقابية للأطفال.

يوم السبت، أصدر عدد من الأطفال المحبوسين على ذمة قضايا سياسية بالمؤسسة العقابية في حي كوم الدكة بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر)، بيانا، حصل عليه "العربي الجديد" قبل ترحيلهم قسرا فجر السبت للمؤسسة العقابية، وصفوا فيه أنفسهم بـ"جيل الثورة الصامد خلف القضبان".

وأكد الأطفال في بيانهم، تعرضهم لأصناف من التعذيب داخل مؤسسة الأحداث بكوم الدكة، قائلين: "اللواء ناصر العبد رئيس مباحث الإسكندرية، قام بالإشراف على تعذيبنا بنفسه داخل المؤسسة، وشارك في ضربنا، ودهس وجوه 4 منا بحذائه" على حد قول البيان.

وأشار الأطفال القصر إلى أن عمليات التعذيب أشرف عليها اللواء أمين عز الدين مدير أمن الإسكندرية، وقام بالتنفيذ مدير مصلحة الأحداث الضابط أشرف ناصر، وعدد من أمناء الشرطة بينهم اثنان معروفان بأسماء: "علاء، وعبد الحليم" وفق نص البيان.

ولفت القصر إلى أن الضباط قاموا بربطهم من الخلف، وتجريدهم من الملابس، وضربهم بشكل مبرح بكعوب الأسلحة، وبالعصي الغليظة، وبالأسلاك الكهرباء؛ كما داسوا بأحذيتهم العسكرية "وجوهنا إمعانا في إذلالنا"، على حد قولهم.

البيان عبر من بين سطوره عن حجم الألم الذي تعرض له أطفال هذه المرحلة العمرية المبكرة، حيث قال: "نقلوا عددا من المحتجزين معنا سياسيا إلى عنابر الجنائيين، ليتعرضوا لعملية اغتصاب كاملة، تحت سمع وبصر مسؤولي الأمن، لتتداخل صرخات الاستغاثة والألم والغضب من زملائنا بضحكات الضباط المشرفين على هذه الاعتداءات الممنهجة".

وأشار الطلاب إلى أنه تم ترحيل 46 منهم إلى المؤسسة العقابية بالقاهرة ليذوقوا ويلات الجحيم هناك، متابعين "نكتب هذه الكلمات، ولا نعلم هل سترى النور أم لا، ونعلم أن تلك الكلمات قد تقع في يد الجلاد وزبانيته، ولكن لم يعد هناك ما نخاف منه، فما رأيناه داخل السجون المصرية من زبانية الجلاد يفوق كل ما سمعناه من جرائم التعذيب في سجون الاحتلال الأميركي والاحتلال الصهيوني تجاه العرب والفلسطينيين".

واختتم الأطفال بيانهم قائلين "هؤلاء الجلادون سلبوا منا الطفولة، وسلبوا منا البراءة".

من جهتها، قالت والدة الطالب عمرو جمال، أحد المحتجزين، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، وهي تبكي: "قلوبنا تعتصر ألما وحزنا على أطفالنا. عمرو ابني، ومجموعة من زملائه شاهدناهم، وهم يرحلون، والدماء تسيل من أجسادهم، جراء سحلهم من فوق السلالم بواسطة أفراد العمليات الخاصة".

ووجهت والدة عمرو صرخة لمن أسمتهم "أصحاب الضمير الحي"، للتدخل لإنقاذ الأطفال بعد أن ضاع مستقبلهم، ولم يحضروا امتحانات الثانوية هذا العام، إضافة إلى تعرضهم للاغتصاب والانتهاكات".

وبالتزامن، نظم طلاب جامعة الفيوم، السبت، وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي للتنديد باعتقال السلطات، ظهر الجمعة، لخمسة طلاب من الجامعة الإقليمية، على خلفية مشاركتهم في التظاهرات والمسيرات المعارضة للنظام التي خرجت في جمعة أطلق عليها "الحرية لمصر".

وقال نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة الفيوم أحمد صلاح لـ"العربي الجديد": إن طلاب كلية العلوم هددوا في وقفتهم بالدخول في إضراب عن الامتحانات إذا لم تسمح إدارة الكلية لزملائهم الذين اعتقلوا باستكمال الامتحانات داخل محبسهم.

وروى صلاح أن قوات الأمن اعتقلت الطلاب عقب صلاة الجمعة في أحد مساجد المحافظة، التي تقع جنوب العاصمة، حيث استوقفهم أحد الكمائن التابعة لوزارة الداخلية بعد أن اشتبه فيهم لكونهم ملتحين، وألقى القبض عليهم وتم اقتيادهم إلى مبنى جهاز الأمن الوطني، ثم إلى قسم بندر الفيوم.

وأكد صلاح أنهم حتى الآن لا يملكون أي معلومات عن سلامة الطلاب، ويتخوفون من أن تمارس عليهم حملات للتعذيب داخل محبسهم.

وفي سياق ذي صلة، أصدرت اليوم أسرة طالب الأزهر المختطف أحمد الصعيدي، بيانا رسميا قالت فيه إنها دخلت يومها العاشر في رحلة البحث عن ابنها المختطف من قبل قوات الأمن، دون الوصول لأي معلومة عن مكان احتجازه، في ظل "تعنت شديد من قبل وزارة الداخلية ورفضها الإفصاح عن مكان اعتقاله، ووسط صمت النيابة العامة التي تتجاهل البلاغات المقدمة من الأسرة".

وأضافت الأسرة، في بيانها، أنه يرد إليها يوميا أنباء متضاربة عن مكان احتجاز ابنها المختطف، مما يدفع إلى الشك بأن وزارة الداخلية تتعمد تسريب معلومات مغلوطة ومتضاربة عن مكان احتجازه بشكل يثير القلق حول تعرضه للإيذاء. وناشدت الأسرة جمعيات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني التدخل لمعرفة مكان ابنها، وتمكين أسرته من زيارته والاطمئنان عليه.

وكان الطالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر، أحمد الصعيدي، اعتقل مع مجموعة من أصدقائه في 5 يونيو/ حزيران الجاري عقب خروجهم من نادي المهندسين بمدينة السادس من أكتوبر؛ حيث تم فصله عن أصدقائه، واقتياده منفردا إلى مكان غير معلوم.

المساهمون