"هآرتس": السيسي زعيم الجميع ليوم واحد ولكن...

"هآرتس": السيسي زعيم الجميع ليوم واحد ولكن...

08 يونيو 2014
سيمر الوقت وستصدح الحناجر "إرحل يا سيسي" (مصطفى صبري/الأناضول/getty)
+ الخط -

اعتبر محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، في تقرير له، اليوم الأحد، أن احتفالات تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً في القاهرة اليوم، ستجعله زعيماً للجميع ليوم واحد، غير أن التحديات التي يواجهها جسيمة للغاية، فقد تحولت القاهرة إلى حصن منيع، وانتشر الآلاف من أفراد الشرطة والقوات المسلحة والمدرعات على امتداد الطريق الممتد من مطار القاهرة الدولي إلى قلب العاصمة القاهرة، وتحديداً في ميدان التحرير، حيث تجري مراسم التنصيب.

ولفت برئيل إلى حقيقة عدم توجيه دعوات إلى كل من أمير قطر، تميم بن حمد، ورئيس الوزراء التركي، رجب الطيب إردوجان، على خلفية معارضة الاثنين للانقلاب العسكري على محمد مرسي، مقابل توجيه الدعوة إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في ظل تحسن العلاقات السعودية الإيرانية. واعتبر أيضاً أن عدم توجيه دعوة إلى الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، يعود إلى سياسة قطر المغايرة للسعودية حيال ثورات الربيع العربي.

وقال المحلل الإسرائيلي إنّه على الرغم من ضخامة الاحتفالات التي تشهدها القاهرة، إلاّ أن هذه الاحتفالات تنتهي في نهاية اليوم، وعندها يواجه السيسي أول تحدٍّ، وهو انتخابات مجلس الشعب المصري، التي من المقرر أن تجري في الخريف القادم. وأثار قانون الانتخابات المعدل عاصفة من الردود السياسية التي رفضته، إذ تهدّد الأحزاب والحركات الفاعلة في مصر بمقاطعة الانتخابات، خصوصاً وأن القانون الجديد يجيز انتخاب 120 عضواً من أصل 540 عضواً على لوائح حزبية، أما الباقون فيتم انتخابهم في لوائح فردية مستقلة، إضافة إلى 27 عضواً يتم تعيينهم، مما يعني تقليص نفوذ وتأثير المعارضة المصرية داخل مجلس الشعب، من جهة، وإتاحة المجال أمام دخول رجال أعمال إلى مجلس الشعب المصري.

وبحسب برئيل، فإن من شأن قانون الانتخاب الجديد، في حال لم يتم تغييره، أن يؤدي إلى انتخاب برلمان مصري غير فعال، شبيه بالبرلمان الذي كان في عهد حسني مبارك، وبالتالي يكرّس وجود رئيس مصري فوق مجلس الشعب قادر على حكم البلاد دون أية قيود أو مراقبة تشريعية له.

أما التحدي الثاني الذي يواجهه السيسي، فهو وضع خطة اقتصادية جديدة من شأنها أن تقنع ليس فقط المصريين بعزمه على إنقاذ الاقتصاد المصري، وإنما أن تقنع بالأساس الممولين الدوليين.

غير أن أبرز ما يشير إليه برئيل، عدا عن التبعية المصرية المرتقبة للسعودية وسياساتها، وإن كان حسب التوجيهات الأميركية، فهو انتقال الهتاف مع مرور الوقت من "سيسي سيسي انت رئيسي"، إلى "ارحل يا سيسي" الذي صدحت به حناجر المتظاهرين ضدّ حسني مبارك ومرسي.