"نيويورك تايمز" لإطاحة المالكي و"اندبندنت" ترى كركوك عاصمة للأكراد

"نيويورك تايمز" لإطاحة المالكي و"اندبندنت" ترى كركوك عاصمة للأكراد

13 يونيو 2014
نيويورك تايمز: المالكي السبب الرئيسي للكارثة (مصطفى كريم/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تصدّرت تطورات المشهد الميداني في العراق، يوم الجمعة، والانهيار السريع لقوى الجيش والأمن في مدن الموصل وصلاح الدين وتكريت وغيرها، وتقدم المسلحين باتجاه بغداد، عناوين الصحف الأميركية والبريطانية، محذّرة من أن العراق يسير في اتجاه التفكك لجيوب طائفية.

ونشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في صفحتها الأولى، مقالاً تحت عنوان: "تقدم المسلحين في العراق قد يؤدي إلى تعجيل التدخل العسكري الأميركي من جديد"، مستدلّة على ذلك بخطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حول احتمال تدخل عسكري لبلاده. وتعليقاً على خطاب الرئيس الأميركي، كشفت الصحيفة أن مسؤوليين أميركيين لاموا أوباما "لأنه لم يتوقع عودة القوات الأميركية مرة أخرى إلى العراق عندما قرر الانسحاب عام 2011".

وأعطت الصحيفة أهمية كبيرة لفشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، في نيل موافقة البرلمان على فرض حالة الطوارئ، والحصول على الموافقة لطلب مساعدة الأمم المتحدة للقيام بغارات جوية ضد المسلحين. وقدرت عدد المسلحين في العراق بحوالي 6000 مقاتل، ينتشرون بين الموصل والرمادي والفلوجة وتكريت والمناطق الريفية المحيطة بها.

من جهتها، أكدت صحيفة "اندبندنت"، أن الأكراد "يستعدون لإعلان كركوك عاصمة لهم، بينما الجيش العراقي المكون من 90000 جندي لم يقم بعمل أي شيء يذكر لوقف تقدم المسلحين". وأشارت إلى أن التكهن بمستقبل حكم المالكي أصبح صعباً، بعدما باتت مستحيلة إعادة بسط قوات الجيش سيطرتها على المدن التي استولى عليها المسلحون.

أما صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فأعربت عن تشاؤمها لأن "العراق يتفكك والأكراد يستعدون لإعلان الاستقلال"، موضحة أن الجيش العراقي "حاول أن يمحو اهانة هزيمته المنكرة، فأعلن دفاعه عن سامراء، غير أن كل هذا لم يوقف تقدم المسلحين نحو بغداد، ما فند المزاعم الأميركية بأن حربها في العراق قد أتت ثمارها، إذ إن الحقيقة هي أن العراق يتفكك ليصبح جيوباً طائفية". وشددت الصحيفة على أن الإدارة الأميركية "لم تقرر بعد ماذا ستفعل، رغم إرسال ايران لقوات من الحرس الثوري إلا أن هذا لم ينتج منه إلا إبطاء تقدم المسلحين".

"ضرورة التخلص من المالكي"

من جانبها، هاجمت "نيويورك تايمز"، في افتتاحيتها تحت عنوان "العراق في خطر"، الإدارة الأميركية على خلفية دعمها للمالكي. واعتبرت الصحيفة أن الأموال التي أنفقتها الإدارة الأميركية خلال السنوات الثماني التي أمضتها القوات الأميركية في العراق، قد ضاعت سُدى، ودعت إلى محاسبة المتسبب في هذه الخسائر الهائلة للخزانة الأميركية.

وألقت الصحيفة باللوم على المالكي، على قاعدة أنه "السبب الرئيسي للكارثة بعدما قام بتسميم المجال العام العراقي، وتسبب في فوضى سياسية عارمة بممارساته غير المسؤولة، فأوقد الصراع الطائفي مما هيأ المناخ للمسلحين ان يفوزوا بتأييد شعبي واسع".

ولفتت إلى أن حسابات المالكي الخاطئة "تسببت في وقوع الآلاف من الأسلحة الأميركية بما فيها طائرات عمودية في يد المسلحين، ونهب 425 مليون دولار من المصارف في مدينة الموصل".

وأوضحت أن المالكي نشر العنف في العراق منذ عام 2013، عندما تم قتل ثمانية آلاف عراقي، بما في ذلك ما يقرب من 1000 من قوات الأمن العراقية، محذرةً من أن الرجل "استخدم واشنطن كمخلب قُطّ في الهجوم على الفلوجة، لكن الإدارة الأميركية لم تنتبه لذلك".

ونصحت الصحيفة بأن المصالح الاستراتيجية الأميركية "تفرض على الإدارة الأميركية عدم مساندة المالكي، بل التخلص منه، واختيار رئيس وزراء جديد يعمل على تقاسم السلطة مع كافة الطوائف الأخرى قبل فوات الأوان".

كما كتبت "نيويورك تايمز" أن "العراقيين يفضلون المسلحين على الحكومة"، موضحة أن الفارين من الموصل "بدأوا في العودة مرة أخرى إلى ديارهم لأنهم يفضلون المسلحين على الحكومة المعروفة بطائفيتها، مما يعكس صعوبة الموقف الذي يواجه الجيش العراقي".

وأشارت إلى أن "أي هجوم لاستعادة المدينة، سيؤكد المزاعم بأن الجيش العراقي هو جيش احتلال لا جيش لحماية الوطن، وأن الجيش فاسد شأنه شأن باقي المؤسسات العراقية".

وتحدثت الصحيفة الأميركية نفسها عن أن المسلحين "أعادوا التيار الكهربائي، وقاموا بتطمين الأهالي، وأقاموا نقاط التفتيش حول المدينة في محاولة لتحسين صورتهم أمام السكان، كما أنهم فتحوا الطرقات التي أغلقها الجيش لسنوات وسمحوا للاهالي بالتجول بحرية في المدينة".

المساهمون