"لاءات" عباس بوجه يهوديّة إسرائيل وعودة دحلان إلى "فتح"

"لاءات" عباس بوجه يهوديّة إسرائيل وعودة دحلان إلى "فتح"

12 مارس 2014
عباس: "لا اعتراف بيهودية إسرائيل" (غيتي)
+ الخط -

"لا اعتراف بيهودية إسرائيل". موقف بدا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حاسماً فيه أمام أعضاء المجلس الثوري لحركة "فتح"، الذين قال أمامهم أيضاً: "عمري 79 عاماً ولن أختم حياتي بخيانة".

وحسب مصادر مطلعة، أكد عباس أن "أي تسوية سنتوصل إليها مع الإسرائيليين ستخضع لاستفتاء شعبنا في الداخل والشتات"، مشدداً على عدم اعترافه بيهودية الدولة "لا الآن ولا في المستقبل".

ويواصل المجلس الثوري لحركة "فتح" أعمال دورته الثالثة عشرة، والتي افتتحها أمس الاثنين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وسط تحديات تنظيمية داخل إطار الحركة، واستحقاقات تفاوضية تقترب من نهايتها.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إبراهيم خريشة، لـ"العربي الجديد": "إن دورة المجلس الثوري هذه المرة تأتي في ظروف استثنائية تعصف بفتح وبالقضية الفلسطينية". وأضاف: "نحن على أبواب نهاية مهلة الـ8 أشهر التفاوضية مع الاحتلال، والتي لم تقدم أي اختراق حتى اللحظة في قضايا الوضع النهائي، والتي لن تتنازل القيادة الفلسطينية عن أيّ منها، كما أكد الرئيس محمود عباس في كلمته أمام المجلس أمس".

واضاف خريشة: "البيت الفتحاوي يحتاج الى ترميم واعادة تمكين استعداداً لمتطلبات المرحلة المقبلة والتي تتطلّب صموداً للقيادة الفلسطينية ودعماً لها من الشارع المتمثل بشكل رئيسي بحركة فتح".

وعند سؤالنا خريشة عن سبب عقد المجلس الثوري لجلسات مغلقة بعيداً عن الاعلام في هذه الدورة، رأى "أن هذا أمر طبيعي، إذ كانت إرادة الرئيس والمجلس أن تتم مناقشة جدول أعماله الداخلي بعيداً عن الاعلام، الذي سيُدعى لتغطية اختتام المجلس لدورته وسيوزع عليه بيان رسمي بكامل مخرجاته".

إلا أنه استطرد قائلاً: "إن الجلسات المغلقة ليس خفياً أنها ناقشت قضية التجنّح في الحركة (قاصداً تيار عضو اللجنة المركزية المفصول محمد دحلان)، وكيفية محاسبة كل المنتمين لهذا التيار تنظيمياً، وصولاً إلى تطهير الحركة منهم في المؤتمر الثامن المقرر عقده في شهر أغسطس/ آب من هذا العام".

وكان عباس قال مخاطباً أعضاء المجلس الثوري: "لأول مرة وآخر مرة راح أحكي عن محمد دحلان، دحلان روّح من حركة فتح واللي بدّو يلحقه الباب مفتوح".

وذكرت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن لجنة العضوية في المجلس الثوري ناقشت بالاسماء ملفات عدد من القيادات الفتحاوية المحسوبة على تيار محمد دحلان، والتي اعتبرها المجلس "تشكل خطراً على وحدة الحركة وبرنامجها، لكي يتم اتخاذ إجراءات تنظيمية بحقهم تصل لحد التجميد والفصل".

كما ناقش المجلس الثوري الاعداد للمؤتمر الثامن للحركة، و"الذي يراه الرئيس عباس فرصة وضرورة للتخلص من تيار دحلان ومناصريه بشكل نهائي من كافة أطر الحركة القيادية، احتكاماً إلى نتائج المؤتمر الذي لن يتم دعوته إليه"، بحسب ما أشار عضو في المجلس الثوري، طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد".

وأوضح المصدر أن "المجلس الثوري سيؤكد في نهاية أعمال دورته دعمه للرئيس محمود عباس في وجه الضغوط الاميركية التي من المتوقع أن تُمارس عليه خلال لقائه في واشنطن بالرئيس باراك أوباما في السابع عشر من الشهر الحالي". ووفقاً للمصدر "سيدعو المجلس حركة "حماس" للاحتكام لصندوق الاقتراع لانهاء الانقسام، مع حرص فتح والتزامها بعدم العبث والتدخل بشؤون الدول العربية الداخلية".

وحول المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، قال عباس: "قلنا لحماس تعالوا إلى كلمة سواء، والانتخابات أمامنا وأنا على استعداد أن أجريها رغم رفض الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ولكنني مع المصلحة الوطنية، وليجرّبوني".

من جهته، قال النائب في المجلس التشريعي لحركة فتح، وعضو المجلس الثوري المفصول جمال أبو الرب، على خلفية شجاره مع عضو مركزية فتح جبريل الرجوب، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يُدعَ لأعمال الدورة الثالثة عشر للمجلس، نتيجة قرار فصله، إلا أن عدداً من أعضاء المجلس حاولوا طرح إعادته إلى الحركة على جدول أعمال المجلس الثوري، لكن الرئيس عباس أعلن أنه سيحل الاشكال فور عودته من زيارته إلى الولايات المتحدة.

واضاف أبو الرب أنه التقى بالرئيس عباس خلال زيارة كتلة فتح البرلمانية للاخير، اليوم الثلاثاء، وكان لقاءً ودياً سيشكل بداية لعودته إلى صفوف المجلس الثوري للحركة، كما وعد الرئيس عباس.