"قرارات حاسمة" تحدّدها زيارة كيري المفاجئة إلى فلسطين اليوم

"قرارات حاسمة" تحدّدها زيارة كيري المفاجئة إلى فلسطين اليوم

31 مارس 2014
كيري وعباس في باريس الشهر الماضي (ثائر غنيم، getty)
+ الخط -

رجح مسؤول فلسطيني أن تندرج الزيارة التي سيقوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى الأراضي الفلسطينية، مساء اليوم الإثنين، في خانة استكمال الجهود التي يبذلها المبعوث الأميركي مارتن أنديك بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، منذ مساء الخميس الماضي.
وتتزامن الزيارة مع اجتماع قيادي للسطة الفلسطينية، سيبحث الموقف من المفاوضات بناء على زيارة كيري ونتائجها.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إن اتصالاً هاتفياً جرى في ساعة متأخرة من الليلة الماضية بين الرئيسين محمود عباس، ونظيره ألأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من دون أن يكشف عن تفاصيل المحادثة الهاتفية التي بادر إليها أوباما، والتي تتعلق، على ما يبدو،  بتعثر الجهود الأميركية لدفع الجانبين إلى مواصلة المفاوضات.

وخيم التعتيم الإعلامي وتضارب المعلومات على حقيقة ما يجري بين الطرفين بشأن إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين والمباحثات الجارية، إذ دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في بيان صحافي، إلى "تفهم امتناعه عن الإدلاء بتصريحات في هذه الفترة".

وقال عريقات "أقوم حالياً بسلسلة اتصالات دقيقة وحساسة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، بما يتطلب الابتعاد التام عن التصريحات الصحافية ووسائل الإعلام، نظراً لدقة وحساسية المحادثات".

ويبدو أن نتائج الزيارة الحالية لكيري، إلى المنطقة، ستنعكس على اجتماع تعقده القيادة الفلسطينية الليلة، لبحث الخطوات الفلسطينية في حال رفضت إسرائيل التقيد باتفاق الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى. أما إذا أعلنت إسرائيل موعد الإفراج عن الدفعة الرابعة، فيتوقع مسؤولون من كلا الجانبين، أن تدفع هذه الخطوة القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ قرار بتمديد المفاوضات.

وأشار مصدر أوروبي لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الجزء المتعلق بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى قد تم التفاهم عليه بالفعل، غير أن إسرائيل تصر على ربط الدفعة المقبلة، والتي تشمل مئات الأسرى الفلسطينيين وبينهم قيادات، بالدفعة الرابعة المتفق عليها، خوفا من تملص الفلسطينيين ورفضهم إكمال المفاوضات".

وأضاف "لذلك ستتبع إسرائيل الآلية نفسها بإطلاق سراح الدفعة الجديدة من الأسرى، والتي ستكون على شكل دفعات آخرها في شهر سبتمبر/أيلول المقبل". وأوضح المصدر الأوروبي أن الفلسطينيين يتمسكون بأن يكون التمديد حتى شهر سبتمبر/أيلول، وهو موعد انعقاد جلسات  الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما أكد وكيل وزارة شؤون الأسرى زياد أبو عين لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على معلومات تحدثت عن صفقة تشمل الإفراج عن القيادي مروان البرغوثي، أن "مروان أسير يستحق نيل حريته منذ زمن طويل، والقيادة متمسكة بإطلاق سراحه، وهناك قضايا اشتراطية لتمديد المفاوضات، لكن لا نقاش في هذه القضايا قبل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى كاملة".

وأشار أبو عين إلى أن القيادة الفلسطينية تنتظر ما ستسفر عنه الزيارة التي سيقوم بها كيري إلى المنطقة، فإن "لم تسفر هذه الزيارة عن نتائج، فإن القيادة ستتخذ في اجتماعها الليلة مجموعة من القرارات من أبرزها الانضمام الفوري للهيئات الدولية، إضافة إلى تمتين الوضع الداخلي الفلسطيني، وتعزيز صمود الأسرى".

وكان عضو في المجلس الثوري لحركة "فتح"، قد ذكر، في وقت سابق، أن تمديد المفاوضات بات أمراً واقعاً، لكن من دون ارتباط هذا القرار بقضية الأسرى وتحديداً الدفعة الرابعة والتي كان مقرراً تنفيذها قبل يومين".

ولفت إلى أن "إطلاق سراح مئات الأسرى وبعض قيادات الفصائل الفلسطينية ومنهم مروان البرغوثي واحمد سعدات، وتسليم أجزاء من مناطق ج (الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بحسب اتفاقيات أوسلو) للسلطة الفلسطينية، والتزام إسرائيلي بتجميد الاستيطان خلال فترة التفاوض ستُعد حوافز مشجعة ولازمة لتمديد المفاوضات".

من جهته، أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع لـ "العربي الجديد" أن "تقدماً لم يحرز بعد في الاتصالات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى".

وقال قراقع إن "الاتصالات الأميركية مع الجانب الإسرائيلي مستمرة بهذا الخصوص، بيد أن الحكومة الإسرائيلية تحاول ابتزاز الجانب الفلسطيني بربطها قضية الأسرى بتمديد المفاوضات، الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية وكذلك الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية".

وحذر قراقع من أن "رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى سيدفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الخصوص، ومن بينها التوجه إلى الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختصة، وهو ما سيتناوله اجتماع مقرر ظهر اليوم للقيادة لبحث سبل الرد على الموقف الإسرائيلي الذي ينسف العملية التفاوضية، ويضع شكوكاً على جدية التحرك الأميركي بهذا الخصوص".

ورفض قراقع التطرق إلى ما ذكر حول صفقة قد يتم بموجبها إطلاق سراح القيادي الفتحاوي مروان برغوثي ومئات الأسرى الآخرين، مقابل تمديد المفاوضات، وقال إن "القضيتين منفصلتين تماماً، ونحن نرفض الربط بينهما".