"ساعة مع شهد".. أصغر مذيعة فلسطينيّة

"ساعة مع شهد".. أصغر مذيعة فلسطينيّة

28 سبتمبر 2014
بدأ عرض "ساعة مع شهد" منذ أيام(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"أكبر من عمرها"... هي العبارة الأولى التي تتوارد إلى ذهنك فور رؤية وسماع الطفلة شهد دلول، ابنة الأعوام العشرة من قطاع غزة، والتي اختارتها فضائيّة "هنا القدس" المحليّة لتقديم برنامج خاصّ بالأطفال بعد ملاحظة فطنتها وذكائها، وتفوّقها الكبير على سني عمرها.
فطنة الطفلة شهد، ونباهتها ظهرت مبكراً جداً، إذ بدأت بحفظ الشعر وإلقائه منذ كان عمرها أربع سنوات، عندما شاركت في أحد برامج المواهب وحظيت بإعجاب الجمهور لقُوّتها في إلقاء الشعر، ما انعكس على ثقتها بنفسها وتطوير أدائها بعد ذلك.
في السابعة من عمرها، قدّمت الطفلة برنامج "سؤال على الماشي" وهو أول برنامج خاص بها، تلاه برنامج "شقاوة" وبرنامج "رواد الغد"، وشاركت في تقديم عدد من المهرجانات الضخمة، إضافة إلى إلقاء الشعر في العديد من المحافل. أحلام الطفلة شهد كانت أيضاً أكبر من عمرها، وتخطت حاجز الحصار والأوضاع الصعبة في بلدتها لتحلق في سماء الإبداع، وكلها أمل بإيصال رسالتها لكل شخص، وتقول: "فلسطين خصبة بمواهبها ومبدعيها، يجب أن يعلم الكل ذلك".
وتضيف شهد، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، "شعرتُ بسعادة كبيرة عندما تواصلَت معي إدارة قناة "هنا القدس" الفضائية لتقديم برنامج خاص بالأطفال، وبعد أن حصلتُ على موافقة وتشجيع أهلي قدمتُ فكرة البرنامج ووافقت عليها القناة وتمّ بث حلقاته الأولى قبل أيام قليلة".
تُعلّمنا شهد الأمل، وتجعلنا نبتسم ونحن نسمع حديثها وآمالها. فهي توضح أنها تفضل تقديم البرامج الخاصة بالأطفال من أجل إيصال فكرتها بأنّ "الحصار والدمار والظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني لم يمنعه من الإبداع في المجالات كافة، بل جعله قادراً على تخريج دفعات كبيرة من الإبداع والأمل".
الطفلة الجميلة طموحة أيضاً. فهي تطمح إلى أن تصبح إلى جانب عملها في الإعلام والتقديم التلفزيوني، جرّاحَة قلب، وتقول: "أتحدى نفسي أن أنجح في التوفيق بين المجالين المختلفين، لأثبت قدرتنا على النجاح والعطاء، ولأقول أنّ الصعوبات التي مر ويمر بها شعبنا الفلسطيني لم تهزّ أو تنل من عزيمته".
من جهته، يقول سعود مهنا، المشرف العام على قناة "هنا القدس الفضائية"، التي أنتجت البرنامج، إن القناة "اختارت الطفلة المبدعة شهد بعد مشاهدة مقابلة تلفزيونية لها، أبدت خلالها فطنةً وذكاءً وفصاحة، ما استدعى اختيارها لتقديم برنامج يُعنى بمواهب الأطفال الفلسطينيين ويُهوّن عليهم نفسياً بعد كلّ ما رأوه في العدوان".
ويوضح مهنا لـ"العربي الجديد" أن برنامج "ساعة مع شهد" يتكلّم عن إبداعات الأطفال، ويتمّ خلاله بث فلاشات دراميّة للسلوكيّات الخاطئة والسليمة للأطفال، إضافةً إلى فقرة خاصة بالأسئلة التي تختبر ذكاء الأطفال، مُبيناً أنه برنامج منوّع يهدف إلى الترفيه عن الأطفال خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويُبيّن المخرج مهنا أنّ "القناة هدفت من خلال برنامج الطفلة المبدعة إلى أن توصل للعالم رسالةً مفادها بأنّ أطفال فلسطين مبدعون، رغم الحصار والاحتلال والدمار، وأنهم يسعون إلى إبراز مواهبهم الفنية والإبداعية، ويداوون جراحهم بأناملهم الصغيرة.

دلالات

المساهمون