"النكسة" ليست قدراً

"النكسة" ليست قدراً

05 يونيو 2014
+ الخط -

ليس من باب المبالغة القول إن "نكسة" العام 1967، لا تزال تحكم مصير المنطقة العربية ويومياتها، ذلك أنّ الكثير من المحطات التي تلت ذلك التاريخ الأسود من يونيو/حزيران، تندرج في خانة تبعات الهزيمة الكبرى، أو نتائجها، أو ردود الفعل عليها. لكن الأكيد يبقى أن الهزيمة، على فداحتها، ليست قدراً نهائياً. ربما تكون هذه أحد دروس الحرب نفسها، وإحدى عِبَر محطات مضيئة ليس الربيع العربي سوى عيّنة عنها، بما هو انتفاضة على أنظمة ما بعد هزيمة الـ67 التي حكمت شعوبها بالحديد والنار تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، فلا كان التحرير ولا كانت الديموقراطية والحريات.

من هنا، يصبح مفهوماً سرّ حماسة إسرائيل لكل من الثورات المضادة في العالم العربي، خصوصاً في مصر، وللأنظمة التي لا تزال تتجبّر على ثورة شعوبها، كالنظام السوري، الحارس المثالي للحدود الإسرائيلية منذ 47 عاماً، على حدّ اعتراف قادة دولة الاحتلال أنفسهم.
أما فلسطينياً، فتبدو الصورة، مع مرور الأيام، أكثر قتامةً، مع استمرار قضم الاستيطان لما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ومواصلة خنق قطاع غزة الذي يبقى محتلاً وفقاً لجميع معايير القوانين الدولية. ومن دون المغالاة في التفاؤل، يمكن إدراج المصالحة الفلسطينية، وولادة الحكومة الفلسطينية الجديدة بالتزامن مع ذكرى حرب يونيو، في إطار الحدّ الضروري من الخسائر المجانية التي تكبّدها الشعب الفلسطيني، بسبب فصائله، طيلة السنوات السبع الماضية لصالح الاحتلال.
كل ذلك بينما تنتظر القدس وأراضي الـ48، معجزة من النوع الذي لن يأتي إلا على يد الشعوب العربية، لا الأنظمة طبعاً.

47 عاماً و"آثار العدوان" تتمدّد
6 أيام من الموت عالقة في أذهان الفلسطينيّين
عدنان أبو عودة لـ"العربي الجديد": حرب 1967 أنقذت إسرائيل
تأهب اسرائيلي استعداداً لذكرى النكسة ومسيرة القدس
النكسة والنظام السوري والجولان المحتل: لا حدود للتجارة السياسية
47 عاماً من دفع أثمان الصمود في القدس
الأردن... في انتظار هيكل
قطاع غزّة المحرَّر الذي لا يزال محتلاً
داخل صندوق النكسة
"دولة في حدود 1967": شعار ضائع في أرخبيل الضفة