"الفاو" تحذر من مجاعة في السودان

"الفاو" تحذر من مجاعة في السودان

12 ابريل 2014
مجاعة محتملة في مناطق الصراع السودانية (GETTY)
+ الخط -

 

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" من مجاعة محتملة في بعض المناطق السودانية وأكدت أن 3.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بالبلاد، ورجحت المنظمة الأممية ارتفاع حالات انعدام الأمن الغذائي إلى أربعة ملايين خلال الأشهر المقبلة بسبب زيادة الصراع والنزوح في إقليم دارفور وتوافد اللاجئين من دولة جنوب السودان التي تشهد حربا أهلية.

وحذرت المنظمة من تردي الأوضاع ببعض المناطق بالسودان إلى مستويات الطوارئ خلال الأسابيع القليلة المقبلة وطالبت بتوفير مبلغ 19 مليون دولار للتدخل العاجل الذي يستهدف 5.4 مليون شخص، وأوضحت أنها حتى الآن لم تتلق سوى سبعة ملايين دولار من المبلغ المستهدف
وأكدت أن المبلغ يعد جزءا من نداء دولي لاستقطاب ما قيمته 388 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي وسبل المعيشة خلال العام الجاري، قائلة إن التكتل الدولي وجهه سابقا للأمن الغذائي وسبل المعيشة في إطار خطة الاستجابة الاستراتيجية في السودان.

وقال عبدي أدان جاما، ممثل "الفاو" بالخرطوم، في بيان صحفي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه إن السودان يمثل أزمة منسية تسير من سيئ إلى أسوأ، مشيرا إلى الحاجة الماسة لمساعدة الرعاة والفلاحين للحد من مزيد من التدهور في حالة الأمن الغذائي.

وساقت المنظمة جملة أسباب للأزمة الغذائية وعلى رأسها تجدد القتال والعنف القبلي في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وارتفاع الأسعار المحلية للحبوب ووصولها لمستويات قياسية بمعظم الأسواق، اضافة لفشل الموسم الزراعي ببعض المناطق الزراعية.

وأوضح عمر علي، رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في البرلمان السوداني، لـ"العربي الجديد: "إن قضية الأمن تعد الفيصل في قضية توفر الغذاء"، وأوضح "حتى إذا كانت هناك وفرة في الغذاء في حالة التوترات الأمنية فإنه يصعب إيصالها، وهذا دفع الدولة للتركيز بشكل أساسي على عملية السلام".

وأكد أن التحدي أمام الحكومة يتمثل في مراجعة المخزون الاستراتيجي، وكشف عن خطة للحد من النقص الحاد في الحبوب الذي تشكو منه البلاد عادة بزراعة 550 ألف فدان من الذرة ومثلها من القمح في مشروع الجزيرة باعتبار أن التركيز على زراعة الحبوب أمر مهم لتأمين الغذاء وسد الفجوة في حالات الطوارئ.

ويقول الباحث في مجال المجتمع، عبد الرحيم عبد الوهاب لـ"العربي الجديد "إن اهمال الدولة للقطاع الزراعي أظهر تلك الفجوة بالإضافة إلى التركيز على توجيه الاستثمارات لقطاعات التجارة والخدمات والعقارات.

وأضاف "ليس مستبعدا أن تواجه البلاد مجاعة بسبب النقص في الغذاء ولا سيما أن الزراعة الموجودة تتأثر بالظروف الطبيعية والحروب وأي خلل فيها يظهر مباشرة في الاستهلاك"، مشيرا إلى أن لذلك انعكاسات اجتماعية سلبية تتمثل في الهجرة نحو المدن والصراعات حول الموارد وتزايد النزاعات القبلية.

وبحسب الأمم المتحدة في السودان فإن مئات الأطفال يواجهون سوء تغذية شديداً خلال العام الجاري معظمهم في مناطق النزاعات التي يعاني فيها المدنيون من حالة انعدام الأمن الغذائي.

ويؤكد نائب مدير المرصد السوداني لحقوق الانسان البراق النزير،  لـ"العربي الجديد أن قضية الأمن الغذائي مرتبطة بالاستقرار عادة، مشيرا إلى أن الحرب في دارفور عامل أساسي لانعدام الأمن باعتبارها كانت في السابق من أهم مناطق الانتاج الزراعي.

دلالات