"أفلام فلسطين"... كي لا ينقطع شريط الذاكرة

"أفلام فلسطين"... كي لا ينقطع شريط الذاكرة

15 نوفمبر 2018
من ملصق فيلم "عائد إلى حيفا" (مشروع ملصق فلسطين)
+ الخط -
أعلن مؤتمر "تواصل 3" الذي ينظمه منتدى فلسطين  الدولي للإعلام والاتصال في اسطنبول في 17 و18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري عن تدشينه نسخة تجريبية لموقع "أفلام  فلسطين" على الإنترنت، بانتظار الإعلان عنه رسمياً خلال المؤتمر.

وجاء في تعريف الموقع أنه يستهدف خدمة الأفلام الفلسطينية والأفلام عن فلسطين، ومن ذلك توثيقها والتعريف بها، وتسهيل نشرها بطريقة حديثة، تتناسب والإيقاع السريع للعصر، وتتأقلم مع المنصات الحديثة للإعلام الإلكتروني.

كذلك تعزيز التعاون بين العاملين في مجال الإنتاج الفني على اختلاف تخصصاتهم، وتدريب ومساعدة الفنانين الشباب المبدعين على إنتاج مادة قيمة ومؤثرة وجذابة، وترجمة المواد الفيلمية إلى لغات العالم المختلفة.

يقول المخرج الفلسطيني بشار حمدان لـ"العربي الجديد" إن الموقع يقف وراءه - بالإضافة إلى المنتدى- أنس كمال، وهو شاب في مقتبل العمر، وطالب جامعي يدرس السينما، نجح وحده في إدخال كافة بيانات الأفلام، ومتابعة كافة المستجدات والتعديلات عليها بوقت ضيق، دون كلل أو ملل، وكان دائم الحماسة والإصرار على إطلاق الموقع، بأسرع وقت ممكن، قبل انعقاد المؤتمر.

سألنا حمدان وهو أحد مؤسسي المشروع:

ما الطريقة التي تلجؤون إليها للحصول على الأفلام؟
أرشيفنا مبعثر هنا وهناك، داخل فلسطين وخارجها، في دول عربية وأجنبية، أو على صفحات اليوتيوب، دون أيّ تصنيف أو تنظيم، بل حتّى دون وجود مصدر واضح في الكثير من الأحيان. لهذا تم التواصل مع عدد من المعنيّين، من باحثين ومخرجين ومنتجين، بهدف الوصول إلى ما يُمكن من الأفلام.


استطعنا جمع بيانات مئات الأفلام الفلسطينية. وكان للراحل الناقد السينمائي بشار إبراهيم مساهمة كبيرة. ولاحقاً ستكون المهمة الأصعب وهي الحصول على هذه الأفلام، خصوصاً القديمة منها، وأيضا أفلام سينما الثورة الفلسطينية. هذه الأفلام إما سُرقت من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أو هي متناثرة في أماكن متفرقة من العالم.

فمثلاً بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، وبحسب دراسة وفيلم للباحثة الإسرائيلية رونا سيلا، بعنوان "المنهوب والمخفي"، فإن عدد الأفلام التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي غنائم حرب بلغ 158 فيلماً، عدا عن التي فُقدت أو نقلت من بيروت، وقد تعددت الروايات حول مصير هذا الأرشيف السينمائي.

نحاول تتبع هذه الروايات والأخبار، واستثمار الجهود الفردية. استطعنا الوصول إلى العديد من الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة في هذا المشروع، وأحب أن أشير هنا إلى أن الموقع وفر خانة للجمهور، كي يقترح أسماء أفلام لإتمام مسيرة الجمع.

بشار حمدان: استطعنا جمع بيانات مئات الأفلام الفلسطينية


هل تواجهكم عقبات في حقوق النشر. الأفلام الروائية مثلاً، ما زالت غير موجودة في الموقع؟
طبعاً من التحديات التي تواجهنا حالياً مسألة الحقوق والنشر، إذ لدينا بيانات الأفلام، ولكن لا نمتلك حقوق معظمها. لهذا وضعنا في النسخة التجريبية روابط هذه الأفلام على اليوتيوب، ليتمكن المتصفح للموقع من مشاهدتها.

ما زلنا نعمل على حل هذه الإشكالية، وإيجاد صيغ تعاون مع أصحاب حقوق الأفلام، ومنها خصوصا الأفلام الروائية أو الأفلام -بشكل عام- التي عُرضت في المهرجانات، ولم تجد طريقها بعد للعرض على المنصات الإلكترونية، أو لم ينشرها أصحابها على هذه المنصات.

لاحظت وجود المسلسل التلفزيوني "التغريبة الفلسطينية"، أليس هذا خللاً في التصنيف؟
الموقع بالأساس يختص بالأفلام الفلسطينية، وإدراج مسلسل "التغريبة" كان من باب اعتباره "سلسلة تلفزيونية – عمل روائي". ونفكر بأن ندرج لاحقاً خانة بالمسلسلات الفلسطينية، ويمكن في مراحل لاحقة العمل على أي مواد مصوّرة ذات علاقة بفلسطين، وكل ما يعزز من هذا الأرشيف البصري بجانب الفكرة الرئيسية له وهي "أفلام فلسطين".


بماذا تعدون المتابعين قبل إطلاق الموقع بعد خمسة أيام؟
الفكرة من إطلاقه بشكل رسمي هو إلقاء الضوء على الموقع وأهميته. وبالتالي نحن نسعى لأن تكون هناك مساهمات مختلفة من صُناع الأفلام والمهتمين، لتطوير هذا الموقع وتوثيق الأفلام الفلسطينيّة التي تتعلّق بفلسطين، والتعريف بها وتسهيل نشرها بطريقة عصريّة خدمة للذاكرة البصريّة الفلسطينيّة، في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيليّ المستمرّة لطمسها وإلغائها.

نأمل بأن يكون هذا الموقع، وسيلة للتشبيك بين صُناع الأفلام ومرجعاً مهمّاً يثري الذاكرة، حتى لا نخسر وجودنا، كما أشار الكاتب الفلسطيني الراحل سلمان ناطور "ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة، ستأكلنا الضباع".

المساهمون