علي أنوزلا

الإصرار على تنظيم مهرجان موازين الفني في المغرب بدعوى الانتصار للفن والفرح، هو تبرير المضطرّ والعاجز المغلوب على نفسه الذي لا يملك قرارَه بيده.

بينما خصّ المدّعي العام لمحكمة الجنايات كريم خان حركة المقاومة الفلسطينية بثلاث طلبات، لم يقدّم سوى طلبين في حق قادة إسرائيل، ما يضع المحكمة أمام اختبارٍ كبير.

أدّى تنامي المصالح الغربية في المنطقة إلى ميلاد "صهيونية مسيحية" تجسّدها اليوم أحزاب في أوروبا وأميركا، ترى أن الحفاظ على مصالحها مرتبط بوجود إسرائيل قوّية.

أقدمت السلطات المغربية على الحكم بالسجن على مدونين مناهضين للتطبيع، وذلك في رسالة موجّهة للجميع، بهدف إخراس الأصوات الرافضة للتطبيع ولاستمراره.

أصبحت التظاهرات الداعمة لغزّة اليوم تتخذ بعداً أكبر من التضامن مع فلسطين والتنديد بالجرائم ضد المدنيين، إذ تعدّت ذلك إلى الدفاع عن حرية التعبير المُهدّدة.

مقابل الحراك الطلابي في الجامعات الغربية، الداعم لقطاع غزّة والمناهض لجريمة الإبادة الجماعية، نكاد لا نجد أي صدىً لصوت طلاب الجامعات العربية.

شكّل الهجوم الإيراني على إسرائيل صفعة قوية لكبريائها في المنطقة، وكشف حاجتها الوجودية إلى الحماية الغربية للدفاع عن نفسها وضمان أمنها واستقرارها.

باستثناء جماعة العدل والإحسان في المغرب، تبدو باقي التيارات الإسلامية موزّعين ما بين رفض ما يجري في غزّة من حرب إبادة، ومراعاة علاقات التطبيع معها.

أثبتت نتائج الانتخابات السنغالية أنّ التغيير ما زال ممكناً عن طريق صناديق الاقتراع التي أوصلت إلى الحكم شخصاً مغموراً، كان قبل عشرة أيام يقبع داخل زنزانته.

صمتنا على الجريمة في غزّة وتطبيعنا مع مشاهدها وقصص ضحاياها، وسكوتنا على المتآمرين والمتواطئين والمطبّعين والمبرّرين والمنهزمين ودعاة التيئيس.. مشاركة فيها.