مرضى مخيم الركبان بلا أدوية وعلاج بسبب تشديد الحصار

مرضى مخيم الركبان بلا أدوية وعلاج بسبب تشديد الحصار

15 مايو 2024
طبيب يعاين امرأة في مخيم الركبان عام 2017 (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مخيم الركبان يواجه أزمة صحية حادة بسبب الحصار، مع نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يؤثر بشكل خاص على المصابين بأمراض مزمنة ويزيد من صعوبة الحصول على العلاجات الضرورية.
- الأطفال والنساء هم الأكثر تضررًا بسبب سوء التغذية وعدم تلقي اللقاحات، مما يستلزم تدخلات عاجلة لتأمين الرعاية الصحية وتجنب المزيد من الوفيات.
- تدخلات إنسانية فورية مطلوبة لتحسين الوضع الصحي في المخيم، خاصة بعد توقف المساعدات الأممية وإغلاق الأردن لحدوده، مع التركيز على توفير الرعاية الصحية والأدوية للنازحين.

يُعاني مرضى مخيم الركبان، خصوصاً أولئك المصابين بأمراض مزمنة، من أوضاع صحية صعبة مع استمرار تشديد الحصار الذي يفرضه النظام السوري والقوات الروسية عليهم منذ أكثر من شهر. وفيما أكد مسؤولون صحيون في مخيم الركبان أن الأزمة تتفاقم في ظل منع دخول الأدوية، قال أحمد التدمري الذي سبق أن تعرض لأزمة قلبية، ويتناول حالياً أدوية بانتظام خاصة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، لـ"العربي الجديد": "تدهور وضعي الصحي بشكل ملحوظ بسبب انقطاع الأدوية، ما يعرضني لمخاطر صحية كبيرة".

ويقول الصيدلاني مجد المحمد من مخيم الركبان لـ"العربي الجديد": "ارتفعت أسعار الأدوية في ظل نقص أنواع منها وفقدانها، منها لعلاج مصابين بأمراض مزمنة ومكملات غذائية ضرورية مثل فيتامينات بي". ويخبر سالم المحمود الذي يشتكي من ارتفاع في الضغط ومرض السكري "العربي الجديد"، بأن لا بديل لأدويته إلا إجراء حمية غذائية، والابتعاد عن المأكولات التي تتسبب في ارتفاع السكر والضغط، لكنه لا يقدر على الالتزام بالحميّة بسبب أزمة الغذاء في المخيم. ويشير إلى أنه لا يعلم ماذا سيفعل بعد فقدان الدواء الذي يأخذه بسبب الحصار المفروض.

وفي ظل الحاجة الملحة لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة نقص الرعاية الصحية في مخيم الركبان الذي يقع ضمن المنطقة الصحراوية عند المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، لضمان حصول النازحين على الأدوية والحيلولة دون حدوث وفيات ومنع تدهور الوضع الصحي، يقول قاسم الشاوي، وهو مدير مستشفى شام الطبي لـ"العربي الجديد": "تقتصر المعدات الطبية المتاحة في مستشفى شام على جهاز تصوير بالأمواج فوق الصوتية (إيكو)، وجهاز أوكسجين، وجهاز غواصة للأطفال المصابين باليرقان، في حين هناك نقص حاد في أدوية الإسعافات أو تلك لعلاج الأمراض المزمنة، ما يجعل التعامل مع الحالات المرضية صعباً للغاية، ومستحيلاً في بعض الحالات".

وحدد الشاوي أهم الحالات المرضية بالرشح والإسهال والتقيؤ، وغالبيتها عند أطفال يعانون من سوء تغذية، وعدم تلقيهم لقاحات منذ عام 2019، مشيراً إلى أن عمل الكادر الطبي الموجود في المستشفى يقتصر على تقديم الإسعافات، وهو مؤلف من ممرضين وقابلات ينفذون مهمات الأطباء والجراحين بالإمكانيات المتاحة من أجهزة وأدوية. 

وفي شأن توفير العلاج اللازم لمشكلات سوء التغذية، وتجنّب تعرّض مزيد من الأطفال والنساء لأمراضه، يوضح الشاوي أن "هذا الأمر يتطلب تأمين فحص للأطفال والنساء، ومعالجة سوء التغذية، من خلال وضع برامج علاجية وتكميلية. وهذا ما يفقده أهالي الركبان، ولا تعالجه المنظمات الإنسانية". ولفت إلى أن النساء الحوامل والأطفال يعانون من حالات سوء التغذية ومرض اليرقان، و"استمرار التحديات الخاصة بالرعاية الصحية سيؤثر بشكل كبير في صحة وسلامة المواطنين، لذا يجب أن تتضافر الجهود لإيجاد حلول مناسبة في أقرب وقت".

أما فضيلة الخالدي التي تعاني من مشاكل تتمثل في كتمان التنفس وصعوبة التبول، فتقول لـ"العربي الجديد": "لا أستطيع الحصول على الأدوية اللازمة لعلاج حالتي، وأنا لا أعرف بالضبط ما المرض الذي أعاني منه بسبب عدم قدرتي على إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بسبب نقص الموارد". 

تتابع: "شخّص طبيب خارج مخيم الركبان احتمال معاناتي من مرض في القلب. وقد أثرّ وضعي الصحي في حياتي اليومية بشكل كبير، إذ تقلصت قدرتي على تنفيذ الأنشطة المعتادة، وأخشى أن يتفاقم وضعي الصحي إذا لم أستطع الحصول على علاج مناسب في أقرب وقت". ولا تقتصر الأمراض المزمنة على السكري وضغط الدم، وفق ما يقول الدكتور محمد الغانم، اختصاصي الأمراض الداخلية، لـ"العربي الجديد". ويوضح أنه "يمكن تعريف هذه الأمراض بأنها حالة مرضية طويلة الأمد أو دائمة، وتتطور ببطء مع مرور الوقت، وتؤدي إلى آثار شديدة على المريض. وهذه الأمراض لا تنتقل من شخص إلى آخر، وعدم توفر العلاج يؤثر بصحة المريض ووظيفته وصولاً إلى العجز الدائم والانقطاع عن العمل، وزيادة دخول المستشفيات، وعدد الوفيات، والتكاليف المادية".

يشار إلى أن عزلة سكان مخيم الركبان بدأت عام 2016 حين أغلق الأردن حدوده أمام المساعدات الإنسانية، ثم زادت العزلة مع توقف المساعدات الأممية للنازحين عام 2019، وتشديد الحصار عليهم من قبل النظام السوري والقوات الروسية.

المساهمون