طلاب جامعات ضد الاحتلال.. مطالب واضحة من كوبنهاغن إلى هامبورغ فأمستردام

07 مايو 2024
طلاب جامعة كوبنهاغن في خيام احتجاجية أمام الجامعة، في 6 مايو 2024 (محمد الشيمي/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في جامعات أوروبية، يتواصل الحراك الطلابي والأكاديمي ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعماً لغزة، مع تنظيم اعتصامات وتظاهرات تطالب بوقف التعاون مع الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاحتلال.
- الحركات الطلابية تواجه ضغوطاً وتحذيرات أمنية وسياسية، بالإضافة إلى اتهامات بمعاداة السامية، لكنها تستمر بقوة في التعبير عن التضامن مع غزة والمطالبة بالعدالة ووقف التعاون الأكاديمي مع إسرائيل.
- "طلاب ضد الاحتلال" في الدنمارك وحركات طلابية في ألمانيا، فرنسا، ودول أوروبية أخرى يصرون على استمرار تحركهم، مؤكدين على ضرورة زيادة الضغط على الجامعات والحكومات لاتخاذ مواقف رافضة للاحتلال وداعمة لحقوق الإنسان.

يتواصل حراك طلاب جامعات ضد الاحتلال الإسرائيلي ولمساندة غزة داخل جامعات أوروبية، ووسط استمرار الدعوات إلى اعتصامات مطالبة بوقف التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاحتلال، برغم الضغوط والتحذيرات الأمنية والسياسية في عدد من الدول، والتهم الجاهزة بمعاداة السامية واليهود.

وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، أعلن اليوم الثلاثاء عن اعتصام وتظاهرة طلابية للتعبير عن التضامن مع غزة ومطالب محددة لإدارة جامعتها. ويضغط طلاب وموظفون بعد البدء بنصب خيام احتجاجية أمام الجامعة من أجل إعلان صريح من إدارة الجامعة الدنماركية بسحب الاستثمارات في المستوطنات الإسرائيلية، ومقاطعة أكاديمية للجامعات الإسرائيلية.

جامعات ضد الاحتلال واللوبي الصهيوني

ويأتي الإعلان عن تحرك اليوم متزامناً مع توقيع أكثر من ألفين و100 طالب وموظف على وثيقة تحت عنوان "طلاب ضد الاحتلال"، معلنين أن مطلبهم "العدالة فورا". ويصر الطلاب على اتخاذ قرارات واضحة بالتخلي عن التعاون الأكاديمي ووقف جميع الاستثمارات في المستوطنات غير القانونية التي يرون أنها تعزز الاستيطان. ومع أن اللوبي الصهيوني، وما يسمى في الدنمارك بـ "أصدقاء إسرائيل"، يشنّ حملات إعلامية وسياسية بحق المحتجين في جامعات الدنمارك، والدعوة لتدخل الشرطة والأمن لمنع الاعتصامات، على الطريقة الأميركية، إلا أن الطلبة يصرون على استمرار تحركهم.

ويرى تجمع "طلاب ضد الاحتلال" أنه "برغم عمليات القتل الجماعي والاعتقالات غير القانونية التي لا تعد ولا تحصى في الضفة الغربية، زادت جامعة كوبنهاغن من استثماراتها في المستوطنات غير القانونية بتسعة أضعاف، ولا نرى مخرجا سوى زيادة الضغط على مجلس إدارة الجامعة"، بحسب ما تقول ريتا كيرنبي من تجمع الطلاب لـ"العربي الجديد".

وفي السياق نفسه، يؤكد الناشط الطلابي مارتن سورنسن، لـ"العربي الجديد"، أن الدعوة إلى تحرك اليوم تعبير عن رفض "استمرار الاحتلال الإسرائيلي بتجاهل كل الدعوات لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، واستهداف معبر رفح أخيرا مؤشر على الإمعان في خنق أكثر من مليوني مدني فلسطيني، دون اكتراث للقوانين الدولية ولقرارات محكمة العدل الدولية بشأن وضع هؤلاء المدنيين".

ويرى "طلاب ضد الاحتلال" في الدنمارك أن التوقيعات التي تزداد يومياً تعبر عن تنامي القناعة لدى الجامعيين والموظفين بأن الاحتلال الإسرائيلي "بات غارقاً في الأبرتهايد، ومن العار أن تواصل جامعات دنماركية جني الأموال من سياسات الفصل العنصري دونما اهتمام بحقوق الإنسان والقانون الدولي"، وفقا لما أكدت المتحدثة باسم "طلاب ضد الاحتلال" في كوبنهاغن ريبيكا كنيركي، التي شددت على أن الطلاب "قدموا الوثائق التي تثبت أن الاستثمارات تعزز سياسة الاحتلال والفصل العنصري"، من أجل "مساعدة مجلس الإدارة على اتخاذ قراره بوقف الاستثمارات والتعاون الأكاديمي مع جامعات إسرائيلية".

وتشكل تجمع "طلاب ضد الاحتلال" منذ 2021، ونشط خلال الحرب على غزة لممارسة الضغط على جامعة كوبنهاغن في المقدمة لأجل التخلي عن الاستثمارات في الشركات والكيانات القائمة في المستوطنات، والدعوة إلى إظهار مواقف رافضة للحرب على غزة، من خلال وقف التعاون ومقاطعة جامعات الاحتلال تحت مسمى "المقاطعة الأكاديمية".

يريد الطلاب المحتجون في كوبنهاغن "اعتراف جامعة كوبنهاغن بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وعليها أن ترفع صوتها لأجل الدعوة لوقف إطلاق النار"، وأن تتخذ إدارتها قرارا واضحا "تقاطع فيه الشركات الإسرائيلية والدولية المتواطئة في الحفاظ على الاحتلال غير القانوني، وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، بما في ذلك سحب الجامعة استثماراتها من الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية".

ويشير الطلاب الناشطون في التحرك إلى أن توسع مؤيديه داخل جامعات ضد الاحتلال "مؤشر على أن الوقت حان لتستمع إدارة جامعة كوبنهاغن لمطالب طلبتها وموظفيها، الرافضين لأن تكون مؤسسة أكاديمية داعمة لاضطهاد شعب ومواصلة احتلال الأرض". ويؤكد "طلاب ضد الاحتلال" على أنهم لن يغادروا الاعتصام قبل استجابة جامعة كوبنهاغن لمطالبهم، التي يرون أنها تتوافق والمواقف السياسية لكثير من الأحزاب البرلمانية الرافضة للمستوطنات والاحتلال، ويرفضون اتهام تحركهم بأنه "معاد للسامية"، وخصوصا أن طلبة من خلفيات يهودية معارضة للصهيونية والاحتلال يشاركون بفعالية في الاحتجاجات الطلابية والشعبية في شوارع الدنمارك.

طلاب ألمانيا يرفضون اتهامات معاداة السامية واليهود

وإذا كان الجو العام في الدنمارك، بما في ذلك مستويات السياسة والبرلمان، بات أكثر انتقادا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتغير موقف رئيسة الحكومة ميتا فريدركسن من تأييد أعمى لتل أبيب إلى تجاوب مع صدى الشارع الرافض للحرب على غزة، فإن الأجواء في ألمانيا على مستوى الحكم تواصل التحيز ضد الأنشطة الداعمة لفلسطين وللاحتجاجات داخل جامعات ضد الاحتلال، فالمستشار الألماني أولاف شولتز يستمر في سياساته التي تفهم على الأرض أنها تحريض ضد التحركات التضامنية مع فلسطين، بحجج "وقف معاداة السامية".

وذلك ما تحاول الدوائر الصهيونية فعله مع بقية التحركات الطلابية في جامعات ضد الاحتلال، كما في هولندا والدنمارك وفرنسا، تحت يافطة أن الأنشطة "تدعم الإرهاب وتشجع عليه"، حيث يتاح لأجله التدخل الأمني لفض الاعتصامات، وهو ما يراه الطلبة تصرفا استفزازيا يزيد إصرارهم على التحرك أكثر رفضا الاحتلال ولاتهامات معاداة السامية واليهود.

ويراقب طلاب جامعات ألمانية محاولات تشويه التحركات الطلابية عند زملائهم داخل جامعات ضد الاحتلال في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. ويصر الطلاب النشطاء على الضغط على جامعاتهم للانسحاب من الشراكة مع الجامعات الإسرائيلية، ووقف ما يصفونه "تمويل تدمير غزة".

وفي السياق، تقول الطالبة الألمانية الناشطة في الحركة الطلابية للتضامن مع فلسطين في جامعة هامبورغ كارين بورغدورف، إن "الطلاب هنا مصممون على المضي قدما كباقي الطلاب داخل جامعات ضد الاحتلال في أميركا وأوروبا من أجل سحب الاستثمارات ووقف التعاون الأكاديمي مع جامعات إسرائيل". وتؤكد بورغدورف في حديثها لـ"العربي الجديد" أن "الطلاب في هامبورغ وغيرها من جامعات ألمانية ينطلقون من تقليد تفتخر به الحركات الطلابية، باعتبارها في مقدمة الصفوف من أجل العدالة والحرية".

وبرغم ما يصفه الطلاب بـ"محاولات ترهيب الحركة الطلابية"، إلا أنهم في هامبورغ وبرلين وفرانكفورت "ليسوا أقل شجاعة من طلاب الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا، فنحن جزء من الحركة الطلابية العالمية داخل جامعات ضد الاحتلال، الساعية اليوم لبلورة الضغوط على الحكومات لمنعها من مواصلة السكوت على جرائم الإبادة"، كما يؤكد لـ"العربي الجديد" في برلين الناشط في الحركة الطلابية لمقاطعة الاحتلال الفلسطيني-الألماني عبد الرحمن الخطيب.

ويبدو أن الهجوم على معبر رفح خلال الساعات الأخيرة أعطى الحركة الطلابية دفعة قوية للمضي في احتجاجاتها ومطالبها لإدارات الجامعات وللسياسيين. وأشار الخطيب في السياق إلى أن الحكومة الألمانية تعيش اليوم، مع الهجوم على معبر رفح، في حرج، حيث تعالت الأصوات المنددة بمواقفها.

بدورها، اعتبرت السياسية والبرلمانية سارة فاغكنيشت أن ما يجري في رفح هو حملة انتقام دموية وتحضير لجريمة حرب أخرى من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو". وانتقدت فاغكنيشت سياسات شولتز التي اعتبرتها "تحرضا وتساعد على ارتكاب جرائم حرب"، ودعت بصورة واضحة بعد الهجوم على رفح إلى "فرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل".

وفي السياق، فضت شرطة برلين، الثلاثاء، مظاهرة نظمها عدة مئات من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الذين اعتصموا في فناء (الجامعة الحرة) في برلين في وقت سابق من اليوم. وكان المتظاهرون قد نصبوا نحو 20 خيمة وشكلوا سلسلة بشرية حول الخيام. ودعت الشرطة الطلاب عبر مكبرات الصوت إلى مغادرة الحرم الجامعي. وكان معظم المتظاهرين قد غطوا وجوههم بأقنعة طبية، ولفوا الكوفية الفلسطينية حول رؤوسهم، ورددوا شعارات مثل "تحيا، تحيا فلسطين"، وفق "أسوشييتد برس".

وفي فرنسا، أوقفت الشرطة الفرنسية، الثلاثاء، طالبَين من المحتجين دعما لفلسطين في مدارس ساينسيز بو بالعاصمة باريس. ووفقًا لبيان صادر عن لجنة فلسطين في مدرسة ساينس بو باريس، أوقفت الشرطة الطالبين في باريس صباح الثلاثاء. وأشار البيان إلى أن الطالبين مضربان عن الطعام منذ 6 أيام تضامنا مع فلسطين، وأوضح أن المتظاهرين تجمعوا مجددا أمام المدرسة في الساعة 12:00 لتقديم الدعم للطالبَين الموقوفين، بحسب "الأناضول".

التحركات التي تواجه الأنشطة الطلابية داخل جامعات ضد الاحتلال بصورة أمنية، من الدنمارك إلى ألمانيا وهولندا وفرنسا، وغيرها من دول، باتت تستفز طلابا آخرين لم يكونوا جزءا من الحراك في الأساس. ويعتبر الطلاب اتهام الحراك بأنه يُحرك من أشخاص "خطرين ومعادين للسامية وداعمين للإرهاب والعنف" بمثابة تحريض على نخبة المجتمعات الذين يدافعون عن حرية التعبير والتفكير، كما يصف ناشطون باتوا تحت مجهر السلطات الأمنية الاستخبارية، كما في كوبنهاغن وهامبورغ وبرلين وباريس وتولوز.

ويفيد بعض الطلاب الذين تحدث إليهم "العربي الجديد" بأن التهديد المبطن لطلاب جامعات ضد الاحتلال يشبه أساليب "الأنظمة التسلطية في العالم الثالث، بالإيحاء بأنه يمكن توقيفك، وبالتالي خسارة امتحانات فصل دراسي". وأشار أحد طلاب جامعة هامبورغ (تحفظ عن ذكر اسمه) إلى أن "القوانين والبروتوكولات التي يفترض أنها تحمينا في الجامعة، صارت تستخدم ضدنا باعتبارنا تهديدا للسلامة والأمن".

وكان زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاجتماعي الديمقراطي في ألمانيا، ديريك كينشيرف، تنبه إلى المعضلة التي تواجه ألمانيا وغيرها، حين صرح لوكالة الأنباء الألمانية أمس الاثنين بأن "عمليات القمع بحق الطلبة تستثير الطلاب حول العالم". وشدد كينشيرف على أن "حرية التظاهر هي رصيد قيم يجب أن نتعامل معه وفقا لقواعد سيادة القانون. لا يمكن حظر المظاهرات إلا إذا كان من الممكن افتراض أنها سترتكب أعمالا إجرامية وعنيفة". وأكد على أن "قمع وتقييد الحياة والحقوق والحريات على هذا النطاق العالمي يثير أيضا التضامن، ويخلق وحدة سياسية (بين الطلبة الجامعيين). فالطلاب في جميع أنحاء العالم يدافعون عن بعضهم البعض".

جامعة شيكاغو تفرق مظاهرة موالية للفلسطينيين

وفي سياق متصل، أزالت الشرطة مخيم تضامن مع الفلسطينيين في جامعة شيكاغو الثلاثاء، فيما تصاعدت التوترات وتحولت إلى مواجهات مع متظاهرين في جامعات ضد الاحتلال في أنحاء الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".

في جامعة شيكاغو، تزايدت أعداد المحتجين لتصل إلى بضع مئات تجمعوا على مدار ثمانية أيام على الأقل، وحذرهم مسؤولو الحرم الجمعة بضرورة مغادرة المنطقة وإلا فسيتم تفريقهم. ومنعت شرطة مكافحة الشغب الوصول للمنطقة الثلاثاء، فيما فكك أفراد إنفاذ القانون المخيم وأزالوه. وطلبت مجموعة من هيئة التدريس بجامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل من الإدارة "العفو" عن طلاب محتجين اعتقلوا وفصلوا مؤخرا.

وحذر الرئيس المؤقت لجامعة هارفارد، آلان غاربر، الطلاب من أن الموجودين في المخيم في هارفارد يارد قد يواجهون "المغادرة القسرية"، ما يعني أنه لن يسمح لهم بالتواجد في حرم الجامعة، وقد يفقدون مسكنهم الطلابي ويتم منعهم من خوض الامتحانات.

في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، أزالت الشرطة مخيما واعتقلت أكثر من 64 شخصا بينهم 40 طالبا. ولجأت جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس للفصول عبر الإنترنت خلال الأسبوع بسبب التعطيل الناجم عن تفكيك مخيم وإزالته الأسبوع الماضي، والذي أدى لاعتقال 44 شخصا. وأدى الموعد النهائي، الذي تحدد الاثنين للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين كي يغادروا مخيم اعتصام في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى مغادرة العديد من المتظاهرين، إلا أنهم سرعان ما استعادوه مرة أخرى.

ويأتي ذلك بينما بدأ متظاهرون في كلية رود آيلاند للفنون الجميلة والتصميم الاعتصام في مبنى داخل الكلية ضمن حركة الاحتجاج المستمرة داخل جامعات ضد الاحتلال والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وغادر كثير من الطلاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث منح المتظاهرون مهلة نهائية بعد ظهر الاثنين لمغادرة موقع الاحتجاج أو مواجهة الإيقاف، حسبما قال متحدث باسم المعهد، الذي أضاف أن المتظاهرين اخترقوا السياج الأمني مجددا بعد وصول آخرين من خارج الجامعة. وفي كلية رود آيلاند، حيث اعتصم الطلاب في مبنى يوم الاثنين، قال متحدث باسم الكلية إن الإدارة تؤكد حق الطلاب في حرية التعبير والتجمع السلمي، وإنها تدعم جميع أفراد مجتمعهم. وأضاف أن عميد الكلية تواجد في الموقع واجتمع بالمتظاهرين. كما عمت المظاهرات جامعة كولومبيا، حيث بدأت حركة الاحتجاج قبل نحو ثلاثة أسابيع.

وألغى مسؤولون الاثنين حفل التخرج الرئيسي في الجامعة، لكنهم قالوا إن الطلاب يستطيعون الاحتفال من خلال سلسلة فعاليات أضيق نطاقا هذا الأسبوع والأسبوع المقبل. وأعلنت إدارة جامعة إيموري، التي هزتها الاحتجاجات، الاثنين، نقل حفل التخرج من حرمها الجامعي في أتلانتا إلى مكان آخر، بينما أقامت جامعات أخرى، من بينها جامعات ميشيغان وإنديانا ونورث إيسترن، احتفالاتها دون اضطرابات تذكر.

وكانت جامعة كولومبيا ألغت بالفعل الفصول الدراسية بالحضور الشخصي، واعتقلت الشرطة أكثر من 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في سياق انتفاضة طلاب جامعات ضد الاحتلال كانوا قد اعتصموا في المنطقة الخضراء بالجامعة واحتلوا مبنى إداريا في الأسابيع الماضية، بحسب "أسوشييتد برس".

 وبرغم محاولات شيطنة التحركات الطلابية داخل جامعات ضد الاحتلال واستهدافها على طريقة كولومبيا الأميركية، إلا أن الظاهرة، وخصوصا في المجتمعات الغربية، ترتبط بريادة الحركات الاحتجاجية السياسية والاجتماعية عبر التاريخ، كالذي كان ضد حرب فيتنام وضد الفصل العنصري في أميركا وثورة الشباب في نهاية ستينيات القرن الماضي. الأمر يتحول إلى أرق للمستويات السياسية والحزبية، إذ سيصبح من الصعب مواجهتها إذا ما تدحرجت الحركة الطلابية الاحتجاجية ككرة ثلج، تزيح عن طريقها كل الاتهامات التي يتشارك فيها اليمين الصهيوني-الديني مع اليمين القومي المتشدد ومعسكر شعبوي غربي للتحريض على "انتفاضة الجامعات لأجل فلسطين".

المساهمون