"سي أن أن": إسرائيل حشدت قواتها على أطراف رفح تمهيداً لهجوم واسع

"سي أن أن": إسرائيل حشدت قواتها على أطراف رفح تمهيداً لهجوم واسع

14 مايو 2024
دبابة إسرائيلية على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، 30 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل تحشد قواتها لهجوم بري واسع النطاق على رفح، جنوبي غزة، وسط تحذيرات من نقص الاستعدادات لحماية المدنيين وشكوك أميركية حول فعالية النهج الإسرائيلي.
- الولايات المتحدة تعارض العملية العسكرية، مع تحذيرات من عدم وجود خطة إسرائيلية موثوقة لحماية المدنيين وتأكيدات على أن الهجوم قد يؤدي إلى تمرد.
- إدارة بايدن تعلق إرسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل كرسالة سياسية، معبرة عن توتر في العلاقات وتحول في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، بينما ترفض السلطة الفلسطينية طلبًا أميركيًا لتسلم معبر رفح.

مسؤولون يقدّرون بأنّ إسرائيل حشدت ما يكفي من قواتها على أطراف رفح

حذر المسؤولون من أنّ إسرائيل لم تجر أي استعدادات لحماية المدنيين

يشكك المسؤولون بشكل متزايد في نهج إسرائيل وأهدافها بالحرب

نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين وصفتهم بالكبار قولهم إنّ الولايات المتحدة تقدّر بأنّ إسرائيل حشدت ما يكفي من قواتها على أطراف مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لشنّ هجوم بري واسع النطاق في الأيام المقبلة. وعلى الرغم من أنّ المسؤولين لم يصرّحوا عما إذا كان هناك قرار إسرائيلي رسمي ببدء الهجوم على رفح، إلا أنّهم حذروا من أنّ إسرائيل لم تجر أي استعدادات لحماية المدنيين في المدينة، بما يشمل بناء بنية تحتية متعلقة بالغذاء والنظافة والمأوى من أجل الإجلاء المحتمل لسكان غزة الذين نزحوا خلال الحرب إلى رفح.

ومع دخول الحرب شهرها الثامن، يشكك المسؤولون الأميركيون بشكل متزايد في النهج الذي تتبعه إسرائيل للتعامل مع الحرب، بما في ذلك الإشارة علناً إلى أنه من غير المرجح أن تحقق هدفها المعلن المتمثل في تدمير حماس والقضاء على قيادتها. وقال كيرت كامبل، الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية، أمس الاثنين، إن هناك توترات واضحة بين الطرفين حول "ما هي نظرية النصر".

وقال كامبل: "في بعض الأحيان عندما نستمع عن كثب إلى القادة الإسرائيليين، فإنهم يتحدثون في الغالب عن فكرة تحقيق نوع من النصر الساحق في ساحة المعركة، النصر التام"، مضيفاً في إشارة على ما يبدو إلى إشارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة إلى "النصر التام": "لا أعتقد أننا نؤمن بأنّ هذا أمر محتمل أو ممكن". وقال كامبل، في قمة شباب الناتو التي شارك في استضافتها معهد أسبن: "نرى أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الحلول السياسية"، مشدداً على أنّ "هذا هو أحد الأسباب وراء انخراط فريق الرئيس في المنطقة".

وكانت الولايات المتحدة قد عارضت، في أكثر من مناسبة، عملية عسكرية كبيرة في رفح، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي جون كيربي، الخميس، إنّ قيام إسرائيل بعملية كبرى في رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب بالقضاء على حركة حماس، مضيفاً، في مؤتمر صحافي، أنّ المحادثات بشأن رفح مع إسرائيل مستمرة. وكشف كيربي أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في أكثر من مرة وبشكل صريح، بمعارضته لعملية رفح، لكنه بالرغم من ذلك أوضح أنّ الولايات المتحدة لن تتخلّى عن إسرائيل، وأنّ الأسلحة الأميركية لا تزال تصل إلى إسرائيل وهي تحصل على أغلب ما تحتاجه منها.

وأول أمس الأحد، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل ليست لديها "خطة ذات مصداقية" لحماية نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني في رفح في قطاع غزّة، محذّراً من أن أي هجوم إسرائيلي قد يفضي إلى "تمرد" إذا لم ينجح في القضاء على جميع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية في المدينة الواقعة بجنوب القطاع. ويعمّق الاجتياح المزمع لرفح التوتر في العلاقات بين إسرائيل وأميركا، حليفتها الرئيسية منذ أجيال.

وقال بلينكن في حديث لشبكة "أن بي سي" إنّ "إسرائيل تسير في مسار يحتمل أن يفضي إلى تمرد إذا استمر وجود العديد من مقاتلي حماس المسلحين أو إذا تركت فراغاً من الفوضى من المحتمل أن تملأه حماس". وأضاف أن مقاتلي حماس يعودون بالفعل إلى مناطق شمال غزّة التي قالت إسرائيل إنها قضت على المسلحين فيها.

يأتي هذا بعدما كشفت تقارير عدة أنّ إدارة بايدن علّقت إرسال شحنات أسلحة لإسرائيل بهدف توجيه رسالة سياسية إلى المسؤولين الإسرائيليين. وأكدت ستة مصادر لموقع بوليتكو الأميركي، الثلاثاء الماضي، أنّ الولايات المتحدة لم توقع بعد على صفقة بيع ذخائر الهجوم المباشر، يتم تحويلها إلى أسلحة ذكية، من شركة بوينغ، بالإضافة إلى قنابل ذات قطر صغير. 

وبحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، فإنّ إدارة بايدن لا ترفض رسمياً بيع الأسلحة لإسرائيل، إلا أنها تتخذ إجراءً أساسياً من خلال التقاعس عن العمل – تأجيل الموافقات والجوانب الأخرى لعملية نقل الأسلحة – بهدف توجيه "رسالة سياسية" إلى إسرائيل. ويبدو أنّ هذه هي المرة الأولى التي تؤجل فيها الإدارة الأميركية صفقة بيع أسلحة لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، في وقت يتعرض فيه الرئيس بايدن لضغوط من بعض أعضاء حزبه. وقال أحد كبار مساعدي الكونغرس وشخصان آخران مطلعان على الأمر إن الأسلحة كانت جاهزة للشحن إلى إسرائيل حين وصل طلب بتعليقها. وأكد مسؤول أميركي آخر أن الإدارة طلبت من شركة بوينغ وقف شحنات أسلحة لإسرائيل "لأسباب سياسية".

وكان مصدر فلسطيني مسؤول قد أكد، أمس الاثنين، لـ"العربي الجديد"، أن السلطة الفلسطينية رفضت طلباً من واشنطن لتسلّم إدارة معبر رفح "في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والوجود العسكري الإسرائيلي" في المنفذ الحدودي، وقال: "نقل الأميركيون عبر القنوات الأمنية للدائرة الأولى في القيادة الفلسطينية، يوم الجمعة الماضي، طلباً يتضمن رغبة إسرائيلية بأن تقوم السلطة الفلسطينية باستلام معبر رفح"، لافتاً إلى أن مسؤولين أميركيين وأطرافاً أوروبية وبريطانية تدخلوا للحديث مع السلطة بهذا الشأن.

وأضاف المصدر: "هناك ضغط دولي كبير على إسرائيل لفتح معبر رفح، وذلك بعدما فشلت بتحويله إلى معبر كرم أبو سالم، إلى جانب التوتر مع مصر، حيث اشتكت الأخيرة للولايات المتحدة من انتهاك إسرائيل للمعبر". وأكد المصدر أن "السلطة أبلغت هذه القنوات بشكل رسمي رفضها الطلب الأميركي، وأكدت أنها ستعود لقطاع غزة ضمن إطار خريطة طريق سياسية واضحة، تتضمن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وانسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع، وعودة السلطة بشكل كامل". وتابع المصدر: "جرى التأكيد على أن موضوع الخلاف مع حركة حماس هو شأن داخلي فلسطيني".