تصاعد هجمات "داعش" في العراق والجيش يقلل من أهميتها

16 مايو 2024
قوات من الجيش العراقي في ديالي / 24 يناير 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تصاعدت هجمات "داعش" في العراق، مستهدفة قوات الأمن شمال البلاد وأسفرت عن مقتل عدد من العسكريين بما في ذلك ضابط برتبة عقيد. الهجمات شملت استخدام الأسلحة الخفيفة والهجمات المسلحة على نقاط عسكرية ودوريات.
- المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية وصف الهجمات بأنها "عمليات يائسة" وأكد على استقرار الأمن بفضل الضربات الجوية والعمليات الأمنية التي أدت إلى مقتل وملاحقة قيادات "داعش".
- الخبير الأمني سرمد البياتي أشار إلى صعوبات في تطهير منطقة مطيبيجة بسبب جغرافيتها وأهميتها الاستراتيجية، مؤكدًا على أهمية التخطيط الدقيق والتحكم في العمليات الأمنية لمنع هروب عناصر "داعش".

تصاعدت هجمات "داعش" في العراق على قوات الأمن شمالي البلاد، ما أسفر عن مقتل عدد من العسكريين بينهم ضابط كبير. فقد نفذ مسحلو التنظيم الإرهابي، ليلة الثلاثاء - الأربعاء، هجوما بالأسلحة الخفيفة على نقطة عسكرية تابعة للجيش العراقي في إحدى قرى قضاء الدبس بمحافظة كركوك شمالي بغداد ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين. ويوم الاثنين الماضي، شن عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي هجوما مسلحا عنيفا على نقطة عسكرية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، أسفر عن مقتل ستة عناصر من الجيش بينهم آمر فوج برتبة عقيد ركن، إضافة إلى إصابة أربعة آخرين. كما تعرضت دورية للهجوم يوم السبت الماضي قرب الحدود العراقية مع سورية في الأنبار، دون تسجيل إصابات.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي لـ"العربي الجديد"، تعليقا على تصاعد هجمات "داعش" في العراق خلال الفترة الأخيرة، إن "الإرهاب ما زال موجوداً في العراق، لكن ما حصل من أحداث أمنية خلال اليومين الماضيين في كركوك وصلاح الدين أو أي مكان آخر، هي عمليات يائسة وليست نوعية، خاصة أن تنظيم "داعش" الآن تحت مطرقة القوات العراقية". وكشف الخفاجي عن تنفيذ القوات العراقية، منذ بداية العام، "(31) ضربة جوية نوعية، وقتل (30) إرهابيا أغلبهم من القيادات البارزة في تنظيم "داعش"، إضافة إلى تدمير (46) موقعا للتنظيم، ومطاردة وملاحقة خلايا التنظيم وجيوبه في أعقد المناطق الجغرافية". وقال إن "ما تبقى من جيوب لتنظيم "داعش" ببعض المناطق لا تؤثر على مستوى أداء القوات العراقية وعملها، فهناك استقرار أمني كبير، والتنظيم الإرهابي أصبح غير مؤثر استراتيجيا وليس خطرا على الأوضاع الأمنية والعسكرية، وما حصل من خروقات لا ترتقي إلى مستوى تهديد الاستقرار الأمني"، مشيراً في ذات الوقت إلى عمل أمني متواصل للقضاء على جيوب وخلايا التنظيم.

من جهته، قال الخبير في الشأن الأمني سرمد البياتي لـ"العربي الجديد"، محللاً تصاعد هجمات "داعش" في العراق أخيراً، إن "هناك صعوبة أمنية وعسكرية بتطهير منطقة مطيبيجة والتي لها حدود مهمة مع ثلاث محافظات وهي (ديالى، كركوك، صلاح الدين)، وهذه المنطقة ما زالت تضم خلايا ومضافات لتنظيم داعش". وبيّن البياتي أن "جغرافية المنطقة وقربها من إقليم كردستان من جهة محافظة السليمانية، لهما تأثير حاسم على العمليات العسكرية التي تجري الآن أو مستقبلاً، ولهذا يجب وضع خطط تعتمد على العلاقة بين جغرافية المنطقة مع نوع الأسلحة والتدريب والمعدات التي ستستخدم". وشدد على "وجود التحكم أكثر بأمن العمليات مستقبلاً لكي لا يتسبب ذلك بهروب عناصر داعش مثلما يحصل دائماً، والاضطرار لملاحقتهم في جبال مخمور ومكحول".

الصورة
شن الجيش العراقي عمليات مكثفة ضد تنظيم داعش في العامين الأخيرين، ديالى 24 يناير 2022 (Getty)
قوات من الجيش العراقي، ديالى 24 يناير 2022 (Getty)

وتُعتبر هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي خلال اليومين الماضيين الأولى من نوعها في هذا المحور منذ أكثر من ستة أشهر، إذ سجلت تلك المناطق في الفترة الأخيرة استقرارا أمنيا نسبيا، وتراجعت هجمات التنظيم إلى حد كبير. وفي الأشهر الأخيرة، كثفت القوات العراقية عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر "داعش" خاصة بالمحافظات المحررة، وقد أعلنت قيادة الجيش أخيرا أن أعداد "الإرهابيين" الموجودين بالعراق حاليا لا يزيد عن 400 عنصر.

المساهمون