العراق: حراك البارزاني ينجح بتسوية ملف انتخابات برلمان إقليم كردستان

15 مايو 2024
خلال لقاء السوداني ونيجرفان البارزاني في بغداد، 14 مايو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نيجيرفان البارزاني، رئيس إقليم كردستان، قام بزيارات إلى بغداد وطهران لمناقشة العلاقات والأزمات بين الإقليم وكل من العراق وإيران، مع التركيز على انتخابات برلمان كردستان ومعارضة الحزب الديمقراطي الكردستاني لها.
- في بغداد، التقى برئيس الوزراء ورئيس المحكمة الاتحادية، حيث تم التأكيد على أهمية الحوار للوصول إلى حلول مستدامة ضمن الدستور، وتم بحث تدعيم الاقتصاد العراقي والتنمية.
- الأقليات في إقليم كردستان طالبت بإعادة مقاعدها الخاصة بنظام الكوتا في انتخابات برلمان كردستان، مما يشير إلى توجهات نحو التسوية السياسية للانتخابات مع إمكانية تحديد موعد جديد لإجرائها.

قالت مصادر سياسية عراقية إنّ رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، الذي أجرى أخيراً زيارة لإيران سبقتها زيارات لبغداد، نجح بتسوية ملف انتخابات برلمان كردستان التي من المفترض أن تجري في العاشر من يونيو/ حزيران المقبل، وهو الموعد الذي لم يقبل به الحزب الديمقراطي الكردستاني على خلاف الأحزاب الكردية الأخرى.

وأجرى البارزاني، الأسبوع الفائت، زيارة لطهران على رأس وفد كردي رفيع، بحث فيها ملفات عدة تخصّ العلاقة بين الإقليم وطهران، فضلاً عن الأزمات بين بغداد وأربيل، ومنها ملف انتخابات برلمان إقليم كردستان وقرارات المحكمة الاتحادية التي دفعت الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مقاطعتها. ولم تكشف حكومة الإقليم رسمياً عن مجريات الزيارة ونتائجها، إلا أنّ البارزاني عاد لزيارة بغداد، أمس الثلاثاء، والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كذلك التقى رئيس المحكمة الاتحادية جاسم محمد عبود حمادي التي أشعلت قراراتها الأخيرة بشأن انتخابات كردستان أزمة ودفعت حزب البارزاني إلى المقاطعة.

وأكد السوداني والبارزاني إدامة الحوارات والاجتماعات بين الجانبين على مختلف الصعد، ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فإن "اللقاء بحث الأوضاع العامة في البلاد وعدداً من القضايا على المستوى الوطني، وكذلك الأوضاع في الإقليم وإجراءات الحكومة في تنفيذ خططها الاستراتيجية، التي تتعلق بتدعيم الاقتصاد العراقي وتحقيق التنمية والازدهار لعموم أبناء الشعب العراقي".

وأضاف "كما شهد اللقاء التباحث بشأن عدد من الملفات المشتركة، والتأكيد على إدامة الحوارات والاجتماعات بين الجانبين على مختلف الصعد، في إطار الوصول إلى حلول مستدامة ضمن الدستور والقانون".

كذلك أجرى البارزاني لقاءً هو الأول من نوعه مع رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم محمد عبود حمادي، ليل أمس الثلاثاء. وقالت المحكمة الاتحادية، في بيان صدر عقب الاجتماع، إنّ "رئيس المحكمة الاتحادية العليا بحث مع البارزاني عدة أمور تخصّ البلد والإقليم، منها موضوع الانتخابات في كردستان وضرورة إجرائها بما يضمن مشاركة الجميع ووضع الأطر كافة لضمان عدالة إجرائها"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وكانت الأقليات في إقليم كردستان (التركمان، المسيحيون الآشوريون، والكلدان، والسريان، والأرمن) قد تقدمت، أول أمس الاثنين، بشكوى إلى المحكمة الاتحادية مطالبة بإعادة مقاعدها الخاصة بنظام الكوتا في انتخابات برلمان كردستان. وأكد رئيس حزب التنمية التركماني، محمد ايلخانلي، أن التوجهات السياسية تسير في اتجاه إعادة هذا الحق للمكونات، وخصوصاً بعد موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي أكد عدم المشاركة في الانتخابات دون مشاركة المكونات.

ملف انتخابات إقليم كردستان "نحو التسوية السياسية"

والتقى، أمس الثلاثاء، وفد من خمسة أحزاب كلدانية سريانية آشورية، رئيس المحكمة الاتحادية وبحثوا معه ملف إعادة مقاعدهم في برلمان الإقليم. وقال نائبان في البرلمان العراقي، تحدثا لـ"العربي الجديد"، شرط عدم الكشف عن هويتهما، إنّ ملف انتخابات برلمان الإقليم المقررة الشهر المقبل، وفقاً للموعد السابق، "يتجه نحو التسوية السياسية".

وأضاف أحدهما أنّ "الأمور ذاهبة نحو تحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات فيه بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مبيّناً لـ"العربي الجديد" أن "البارزاني أوصل وجهة نظر حزبه بشأن قرارات المحكمة الاتحادية الأخيرة ومقاطعة الحزب للانتخابات، وأن تلك المقاطعة لها آثار سلبية كبيرة إن أُجريت الانتخابات"، فيما كشف الآخر عن أن "المحكمة الاتحادية قبلت النظر بشكوى تقدم بها ممثلو الأقليات في الإقليم بشأن إلغاء (كوتا) الأقليات، وهذا يعني أن قراراً قريباً بصالحهم سيُنهي الأزمة".

وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في إقليم كردستان، قد قرر مقاطعة انتخابات برلمان الإقليم، إثر إصدار المحكمة الاتحادية العليا في العراق، قرارات من بينها أمر بأن تتولى مفوضية الانتخابات العراقية تنظيم انتخابات برلمان الإقليم وإلغاء مفوضية الانتخابات التي تعمل في الإقليم منذ عام 2006، فضلاً عن تقليص عدد مقاعد برلمان إقليم كردستان من 111 مقعداً إلى 100 مقعد، بعد أن قضت بعدم دستورية عدد مقاعد الكوتا، وهو ما سبّب خلافاً بين بغداد وأربيل.

المساهمون