السوداني يوصي باعتبار استهداف المنشآت الاقتصادية عملاً إرهابياً

السوداني يوصي باعتبار استهداف المنشآت الاقتصادية عملاً إرهابياً

02 مايو 2024
محمد شياع السوداني في وزارة الداخلية ببغداد/ 1 مايو 2024 (المكتب الإعلامي)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يزور وزارة الداخلية، مؤكدًا على معاملة الاعتداءات على المنشآت الاقتصادية كأعمال إرهابية، عقب هجوم بطائرة مسيرة على حقل كورمور للغاز.
- السوداني يشدد على الحضور الأمني الفاعل ويجدد التأكيد على ملاحقة المجرمين والمتاجرين بالمخدرات، مع التعاون مع دول الجوار وإعطاء الضوء الأخضر لاستخدام القوة المميتة ضد التهديدات.
- يوجه بوضع خطط أمنية جديدة لحماية المشاريع الاقتصادية والنفطية، مع التعهد بمتابعة ملف استهداف حقل كورمور والتعامل بحزم مع أي تهديدات لاقتصاد البلاد.

وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (54 عاماً)، خلال زيارته، ليلة أمس الأربعاء، مقر وزارة الداخلية، الأمن بالتعامل مع الاعتداء على أي منشأة اقتصادية على أنه من الأعمال الإرهابية، موصياً الضباط بالجرأة والإقدام في اتخاذ القرار، ومؤكداً وقوفه ودعمه لهم في مواجهة أي تحد أمني. وجاءت زيارة السوداني بعد أسبوع واحد فقط على هجوم بطائرة مسيّرة استهدف حقل كورمور للغاز في محافظة السليمانية، شمالي العراق، ما يهدد بعودة هجمات الطائرات المسيرة في الداخل العراقي إثر توقفها قبل أكثر من شهرين. وقد تسبب الهجوم بمقتل أربعة عمال وإصابة أربعة آخرين، ما دفع الشركة المستثمرة إلى تعليق عملها في الحقل.

وعقد السوداني خلال زيارته لمقرّ وزارة الداخلية في بغداد اجتماعاً مع مجموعة من ضباط وآمري ومسؤولي التشكيلات والأجهزة المختلفة، بحضور وزير الداخلية عبد الأمير الشمري. ووفقا لبيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، فإنه أكد على "وجوب معاملة الاعتداء على أي منشأة اقتصادية مثلما يتم التعامل مع الأعمال الإرهابية، وأنه لا بد أن تكون الرسالة واضحة بأن الحضور الأمني فاعل ويلبّي المتطلبات التي تؤمن انسيابية المشاريع التنموية".

وجدد السوداني "التأكيد على أهمية إدامة زخم تعقب المجرمين والمتاجرين بجرائم المخدّرات والمشاركين بتداولها وتصنيعها، خصوصاً مع ما تم تحقيقه من ضربات قاصمة للمتاجرين، لأنهم يستهدفون المجتمع"، مشيراً إلى "وجوب مطاردتهم بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار". ووفقا للقرار الحكومي الجديد، فإن القوات العراقية يمكنها التحرك ضد التهديدات التي تواجه المواقع الاقتصادية بما فيها أنابيب النفط وخطوط الكهرباء التي تشهد هجمات متكررة، دون الحاجة لانتظار أي تخويل من الجهات العليا، فضلا عن استعمال القوة المميتة.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية إن السوداني وجه بوضع خطط أمنية جديدة لمنع استهداف المشاريع الاقتصادية والنفطية المهمة بالعراق، كاشفا أن التحقيقات الأخيرة بشأن قصف حقل غاز كورمور الغازي في إقليم كردستان العراق يشير لتورط فصيل مسلح بالعملية. وأوضح المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "السوداني وفي اجتماعه مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، الأسبوع الفائت، تعهد بمتابعة ملف عمليات الاستهداف تلك، وبأنه سينهيها بشكل كامل".

وأضاف أن "السوداني وجه الأجهزة الأمنية بوضع خطط مشددة ومحكمة للسيطرة على الملف، والتعامل بحزم مع أي جهة تستهدف اقتصاد البلد سواء في الإقليم أو في المحافظات العراقية"، مؤكدا أنه "سيتابع الملف بشكل مباشر". وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أكد، الأحد الماضي، التوصل إلى خيوط تؤدي إلى المتورطين بقصف حقل كورمور الغازي، مبينا أن المتورطين سيحالون إلى العدالة عند انتهاء التحقيق.

واستفز الهجوم الجانب الكردي بشكل كبير، فضلا عن الحكومة العراقية، التي أعلنت تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم التخريبي على حقل كورمو الغازي بالسليمانية، وحملت القيادات الكردية حكومة بغداد مسؤولية ضبط تلك الجماعات ومنعها من تنفيذ هجماتها. ولا تثق حكومة إقليم كردستان العراق بإجراءات بغداد في متابعة المتنفذين، وخاصة أن الفصائل المسلحة التي سبق أن استهدفت الحقل هي جماعات متنفذة ولها ارتباطات بجهات سياسية ذات نفوذ كبير في الحكومة العراقية وفي تحالف "الإطار التنسيقي"، فضلا عن ارتباطاتها الخارجية، وهو ما يجعل إمكانية تنفيذ هجمات أخرى أمراً وارداً.

المساهمون