الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار جديد في السودان لمدة 24 ساعة

الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار جديد في السودان لمدة 24 ساعة

09 يونيو 2023
توصل طرفا الصراع في السودان لاتفاقات هدنة متقطعة منذ بدء الاشتباكات (أسوشييتد برس)
+ الخط -

أعلنت السعودية والولايات المتحدة عن توصل ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى اتفاق وقف إطلاق نار في كافة أنحاء السودان لمدة 24 ساعة، اعتباراً من الساعة السادسة من صباح يوم غد السبت بتوقيت الخرطوم.

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن الاتفاق، في بيان مشترك نشرته على صفحتها في "تويتر"، اليوم الجمعة.

من جانبه، أعلن الجيش السوداني، الجمعة، موافقته والتزامه بهدنة وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، "تقديراً لجهود السعودية والولايات المتحدة"، بحسب ما أورده في بيان.

وقال في البيان: "تقديراً لجهود الميسرين (السعودية والولايات المتحدة)، ومراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها شعبنا جراء العمليات الجارية، توافق القوات المسلحة على مقترح هدنة 24 ساعة".

وأوضح الجيش أن الهدنة "تبدأ اعتباراً من يوم السبت بتمام الساعة 6:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (4:00 بتوقيت غرينتش)".

وأضاف: "ونعلن التزامنا بها (الهدنة)، كما ننوه إلى احتفاظ القوات المسلحة السودانية بحق التعامل مع أي خروقات قد يرتكبها المتمردون (يقصد لقوات الدعم السريع) خلال هذه الهدنة".

السيسي يؤكد أهمية ذهاب السودان إلى تهدئة واللجوء للحوار

بدوره، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، أهمية ذهاب السودان إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنّ هناك "توافقاً" مع موزمبيق في هذا الأمر.

جاء ذلك خلال كلمة للرئيس المصري بمؤتمر صحافي مع نظيره الموزمبيقي فيليبي نيوسي، بالعاصمة مابوتو، آخر محطات جولته الأفريقية التي بدأها الثلاثاء، بحسب وكالة الأنباء المصرية.

وفي كلمته، أكد السيسي أنّ "هناك توافق رؤى تجاه القضايا المختلفة مع موزمبيق لا سيما فيما يخص تطورات الموقف في ليبيا والسودان وأهمية العمل على إيجاد تهدئة وإيقاف لإطلاق النار".

وقال السيسي إن "الحوار هو أسلم وسيلة في حل القضايا والخلافات المختلفة". 

والجمعة، وصل الرئيس المصري إلى موزمبيق، آخر محطات جولته الأفريقية التي بدأها الثلاثاء في أنغولا ثم غادر إلى زامبيا وشارك في قمة "الكوميسا" الاقتصادية الخميس.

غوتيريس يُبقي موفده إلى السودان رغم إعلانه "شخصاً غير مرغوب فيه"

في السياق، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الجمعة، أنّ اعتبار الحكومة السودانية موفد المنظمة الدولية شخصاً "غير مرغوب فيه" يتنافى مع مبادىء الأمم المتحدة و"لا يمكن تطبيقه"، لافتاً إلى أنّ صفة الألماني فولكر بيرتس "لم تتبدل".

وقال دوجاريك، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس"، إنّ "صفة السيد بيرتس لم تتبدل راهناً، ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الفائت"، في إشارة إلى "الثقة المطلقة" التي عبر عنها أنطونيو غوتيريس حيال موفده إلى السودان.

يأتي هذا بعد أنّ أعلنت الحكومة السودانية أنّ المبعوث الأممي الألماني فولكر بيرتس شخص "غير مرغوب فيه"، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية، الخميس.

وقالت الوزارة، في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء الخميس: "أخطرت حكومة جمهورية السودان الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان فولكر بيرتس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس، شخصا غير مرغوب فيه، وذلك اعتبارا من تاريخ اليوم".

وأعلنت الأمم المتحدة، في وقت سابق على "تويتر"، أنّ بيرتس كان الخميس في أديس أبابا بإثيوبيا لإجراء سلسلة محادثات دبلوماسية.

وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد اتّهم بيرتس بالمساهمة بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل" في اندلاع النزاع الدامي بالسودان، في منتصف إبريل/ نيسان.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في حينه، أنه "صُدم" برسالة من البرهان طلب فيها "ترشيح بديل" لبيرتس واتهمه بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية تحولت حرباً مدمرة.

وفي 15 إبريل/ نيسان الماضي، اليوم الذي بدأ فيه القتال بالخرطوم، كان مفترضاً أن يلتقي البرهان وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، لإجراء مفاوضات بتسهيل من الأمم المتحدة.

وكان الهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي يشهدها السودان منذ 2021، عندما استولى البرهان ودقلو معا على السلطة في انقلاب على شركاء الحكم المدنيين.

مع تفاقم الخلاف بينهما، ناشد المجتمع الدولي الجنرالين المتعنّتين التوصل إلى اتفاق بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وكان بيرتس عبّر مراراً عن "تفاؤله" بالوصول الى اتفاق وقال إنه "فوجئ" بالحرب التي اندلعت في البلاد.

لكن البرهان قال إن المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره "تضليلاً وتدليساً بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري".

وأضاف أنه "أصرّ على فرضه (الاتفاق) بوسائل وأساليب غير أمينة رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات"، فأفضى ذلك إلى "ما حدث من تمرّد ومواجهات عسكرية".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه "صُدم برسالة" البرهان، مضيفاً أنه "فخور بالعمل الذي أدّاه بيرتس ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص"، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوغاريك.

وكان مجلس الأمن الدولي مدد لستة أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان. وأعرب غوتيريس مجدداً وكذلك عدد من أعضاء المجلس عن دعمهم المبعوث الأممي.

(فرانس برس، رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون