مارك زوكربيرغ يثير غضب التونسيين بسبب قميصه

مارك زوكربيرغ يثير غضب التونسيين بسبب عبارة في قميصه

15 مايو 2024
مارك زوكربيرغ يرتدي قميص "يجب تدمير قرطاج"، 14 مايو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مارك زوكربيرغ أثار جدلاً في تونس بارتدائه قميصاً مكتوب عليه "يجب تدمير قرطاج"، مما أغضب الكثيرين الذين رأوه اعتداءً على تاريخهم.
- الإعلام التونسي قدم تحليلات متنوعة، منها رؤية الحادثة كفرصة لتعزيز قيمة قرطاج التاريخية، وربطها بالمعارك التشريعية ضد التكنولوجيا في أمريكا، والإشارة إلى قطاع غزة كمثال حديث.
- التفسيرات التونسية للحادثة تنوعت بين رؤيتها كتعبير عن العزيمة وتجاوز الصعاب، والسخرية من زوكربيرغ لاحتمال شرائه القميص دون معرفة معناه، مما يبرز تأثير الرموز التاريخية والثقافية المتباينة.

أثارت صورة مؤسِّس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي داخل تونس، بعدما ارتدى أثناء احتفاله ليلة أمس بعيد ميلاده قميصاً كُتِبَت عليه عبارة Carthago delenda est، التي تُترجم حرفياً من اللاتينية إلى "يجب تدمير قرطاج". وتساءل معلّقون عن سبب ارتداء هذا القميص بالضبط فيما اعتبره آخرون اعتداءً غير مقبول على تونس.

قصة عبارة Carthago delenda est

تعود قصة عبارة "يجب تدمير قرطاج" إلى عبارة خطابية لاتينية قالها السياسي كاتو الأكبر، خلال نقاش جرى في مجلس الشيوخ الروماني قبل الحرب البونيقية الثالثة (149-146 قبل الميلاد) بين روما وقرطاج. ويقال إن السياسي استخدم هذه العبارة كخاتمة لجميع خطاباته للدفع نحو الحرب. وبعد الحروب بين ضفتي البحر المتوسط تقلّصت قرطاج إلى منطقة صغيرة شمال شرقي تونس الحالية ولم تعد تشكل تهديداً لروما، ومع ذلك عندما زار كاتو الأكبر قرطاج صُدم بثروتها، التي اعتبرها خَطِرة على روما، ليدعو بعد ذلك إلى تدميرها بلا هوادة. في العصر الحديث تُستخدم العبارة للتعبير عن الحرب الشاملة.

التونسيون غاضبون من مارك زوكربيرغ

كتب الإعلامي التونسي، هشام الحاجي: "مخترع فيسبوك، وهو أخطر اختراع في تاريخ الإنسانية، صهيوني العقيدة ويدرك جيداً أن الجميع يتابعه وبالتالي من الضروري في تقديري الرد عليه بوضوح وصرامة وسرعة. وهو أعطى الدولة التونسية، من حيث يدري أو لا يدري فرصة للقيام بحملة إعلامية واتصالية تتمحور حول قرطاج وتعود بالفائدة على تونس. وفي الأثناء يجب أن نتوقف نحن عن تخريب وتدمير قرطاج من خلال حماية آثارها وتراثها وتثمينه".

ودوّنت الإعلامية، نبراس الهذيلي: "ارتداء السيد مارك لقميص يحمل هذه العبارة، التي تحوّلت فيما بعد لرمز لضرورية سحق العدو وتدمير القديم ثنائي القطب لبناء الجديد أحادي القطب، يأتي في إطار المعركة الشرسة التي تخوضها قوى تشريعية أميركية يراها السيد مارك محافظة، لتقييد الدور المتنامي للتكنولوجيا (وسائل التواصل الاجتماعي، الذكاء الاصطناعي خاصة) بحجة المخاطر العالية وتهديد هذه التقنيات للمجتمعات ووجود البشر بشكل عام".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

أما ليلى بلحاج فرأت أن مارك زوكربيرغ يلمّح من خلال قرطاج إلى قطاع غزة، فكتبت: "يجب تدمير قرطاج هي جملة قالها كاتو الكبير أمام مجلس الشيوخ الروماني، وكانت تلك العبارة إيذاناً بضرورة تدمير قرطاج. صمدت قرطاج أمام العدوان الروماني لمدّة ثلاث سنوات، رغم الحصار ونفاد المؤونة، وهنا التجؤوا إلى سكيبيو وهو أكثر القادة دمويّة وحاصرها من جهات مختلفة وتمكّن من تدميرها دماراً كلياً، بل وقام برش الملح وحرث الأرض حتى لا تنتج! غزة هي قرطاج، وزوكربيرغ هو كاتو الأكبر".

وقد ذهب البعض الآخر إلى تفسير ما فعله مارك زوكيربرغ على أنه ببساطة شكل من أشكال التحدي وتجاوز الصعاب ولا علاقة له بقرطاج. كتب أشرف الدواحي: "قرطاج كانت واحدة من أقوى الحضارات في التاريخ، وموقعها الاستراتيجي في شمال أفريقيا جعل منها قوة تجارية وعسكرية كبيرة. عبارة Carthago delenda est ومعناها يجب تدمير قرطاج، صارت تُستخدم لتعبّر عن أقصى درجات العزيمة للوصول لهدف شبه مستحيل، كما كان كاتو الأكبر الروماني يقولها على قرطاج. اليوم. نحن في تونس لا نعرف قيمتنا ولا مكانتنا لا في تدريس تاريخنا ولا في دراسة قوتنا كواحدة من أقوى الحضارات في التاريخ، حتى الآثار والسياحة في قرطاج مهملة، وصفر اهتمام بآثارها العظيمة".

البعض الآخر من التونسيين سخر مما فعله مارك زوكربيرغ قائلين إنه اشترى القميص من الملابس المستعملة ولا يدرك حقيقة ما كُتب فيه.

المساهمون