إبداع بريطاني في التضامن مع الفلسطينيين

إبداع بريطاني في الاحتجاج من أجل غزة

13 مايو 2024
الممثل خالد عبد الله (يمين) والعازف ريك كلابتون (يسار) 12 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن خسائر بشرية هائلة ودمار، مما دفع نجوم بريطانيين لاستخدام إبداعهم للتضامن مع الفلسطينيين، في ظل قرارات دولية تطالب بوقف القتال ومحاسبة إسرائيل.
- إريك كلابتون وخالد عبد الله من بين الفنانين الذين أظهروا دعمهم لفلسطين بطرق مبتكرة، مثل استخدام الغيتار المزين بالعلم الفلسطيني والترتر الأحمر كرمز للأطفال القتلى في غزة.
- الفنانون البريطانيون يواجهون تحديات بسبب القيود الغربية والتغطية الإعلامية المنحازة، مع توقيع أكثر من 1300 فنان على رسالة تنتقد قمع الأصوات الفلسطينية وتبرز الحاجة للإبداع في التضامن.

يحاول النجوم البريطانيون استخدام إبداعهم من أجل التضامن مع الفلسطينيين وإيصال صوتهم أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن أكثر من 113 ألفاً بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودَت بحياة أطفال ومسنين، وكل هذا رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، ورغم مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

وفي مدينة نيوكاسل في إنكلترا، أسر عازف الغيتار، إريك كلابتون، جمهوره بلفتة قوية، بافتتاحه حفله بغيتار مزين بالعلم الفلسطيني. وكلابتون هو أيقونة بريطانية بفضل تأثيره العميق على موسيقى الروك والبلوز، وقد اختار استخدام تأثيره لتعريف الجمهور بالقضية الفلسطينية والحرب على غزة.

خالد عبد الله، الممثل البريطاني، المصري الأصل، الذي حقّق شهرة واسعة بدور "دودي الفايد" في الموسمين الخامس والسادس من المسلسل الدرامي التاريخي The Crown الذي بثّته "نتفليكس"، الذي بفضله حصل على جائزة النقاد التلفزيونية في فئة أفضل ممثل مساعد في مسلسل، اختار بدوره التضامن مع الفلسطينيين بطريقة إبداعية.

واختار عبد الله الترتر وسيلة للتضامن مع الشعب الفلسطيني قيد الإبادة الوحشية في غزة، إذ حمل خلال مروره على السجادة الحمراء لجوائز بافتا التلفزيونية كيساً من الترتر الأحمر في يد، بينما كتب في اليد الأخرى "أوقفوا تسليح إسرائيل". وأوضح في منشور عبر "إنستغرام": "كل حبة من هذه الـ14 ألف حبة ترتر تمثّل طفلاً قُتل في غزة. اضربوا ذلك في 2.46 وستحصلون على عدد القتلى الحالي، أكثر من 34500".

التضامن مع الفلسطينيين وسط الانحياز

لجأ فنّانون إلى الإبداع في التعريف بما يُقتَرَف في غزة، سواء لرفع صوت الفلسطينيين الذي تسعى السردية الإسرائيلية إلى دفنه، أو لتجاوز القيود التي يفرضها الغرب على التعبير عن تضامن الفنانين مع ضحايا العدوان. ففي ديسمبر/كانون الأول وقّع أكثر من 1300 فنان رسالة موجهة إلى القطاع الفني والثقافي، تتهم المؤسسات الثقافية في الغرب بـ"قمع وإسكات ووصم الأصوات ووجهات النظر الفلسطينية".

وينتقل الحصار من الثقافة إلى الإعلام، إذ دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس الأحد، إلى وصف حركة حماس في تقاريرها بأنها منظمة إرهابية، وهي الهيئة التي واجهت انتقادات واسعة بسبب تغطيتها المنحازة للرواية الإسرائيلية. وأكدت دراسة أن تغطية الصحف البارزة في بريطانيا أثبتت تحيزاً ثابتاً وعميقاً ضد الفلسطينيين، مع تجريدهم من إنسانيتهم.

وأظهرت نتائج الدراسة أن أربعاً من أبرز الصحف البريطانية تفضّل بشكل غير متناسب حياة الإسرائيليين والروايات الحكومية على حياة الفلسطينيين، فتنشر قدراً كبيراً من اللغة العاطفية عند وصف "المعاناة" الإسرائيلية، وتضخّم المبررات الإسرائيلية للعنف، وتنزع الإنسانية من الفلسطينيين، وهو ما تطلّب من فنانين الإبداعَ لرفع الصوت الفلسطيني أكثر، ليتجاوز كل هذا الانحياز للسردية الإسرائيلية.

المساهمون