صوت جديد: مع علي شمس الدين

23 ابريل 2022
علي شمس الدين
+ الخط -

■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
الكتابة الجديدة هي هوايةٌ ترفدها هواية القراءة. الهوايتان متّصلتان عضوياً، وأكاد أقول إنّ الكتابة عموماً هي فعلٌ ثانويّ للقراءة. ولكنّ للمفارقة، البشرية "تكتب" الآن بما لا يُقاس بالعقود والقرون الماضية، وهذا مفصليٌّ برأيي لفهم الكتابة الجديدة. هذه الإتاحة للمحادثات والتواصل بالكتابة، على ما تحمله من ضرورة للاختصار، أرست طبقات كتابة وتواصُل جديدة تسيطر على أنماط التعبير. غير أنّ أكثر ما أكتبه هو محاولة خروج من العزلات وفعلُ تواصُل مع أصدقاء فرّقنا الشتات.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه؟ وما هي هذه الملامح؟
أحسب أنّني أكتبُ محكوماً بعملي وبخلفيّة مختصّ تقني، منطلقاً من التطوّر التكنولوجي وتأثيره على الاجتماع وعلى أنواع الكتابة وأدوات وطُرُق التواصل والتعبير. ليس من المغامرة القول إنّنا، كجيل، نعيش في نوع من الكتابة التقنية، إنْ من ناحية مساحات النشر الّتي تُتيحها منصّات التواصل الاجتماعي، أو من حيث "لحظيّة" القراءة وبنية النصوص القصيرة نسبياً واختلاطها مع أنساق إخبارية وصورية ميديائية وأزمنة مختلفة في وقت واحد. نحنُ جيلٌ يكتب ويقرأ بترقُّب، وهذه سِمتُنا.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
أجد في كلّ جيل مدى أبحاث ومتعة قراءة لا تنتهي لتجاربه ونتاجه. وقد تختلف القراءة والتفاعل مع الأفكار في كلّ لحظة زمنيّة أقرأ فيها.

أكتبُ محكوماً بعملي وبخلفيّة مختصّ بتكنولوجيا المعلومات

■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
أكاد أقول إنّه ليست عندي علاقة مباشرة مع الوسط الثقافي في بيروت؛ مدينتي، إلّا من خلال القليل من الأصدقاء الأعزّاء. هذا له علاقة بإقامتي على هامش هذه البيئة حين كنتُ أقيم في بيروت. أنا آتٍ من عالم الأعمال والتكنولوجيا ولم تكن الثقافة يوماً مصدر رزقي. انتسبتُ بشكل محدود إلى العمل الطلّابي ومن ثَمَّ إلى حلقات النقاش التي كانت تملأ شارع الحمرا. زِد على ذلك الصداقات مع بعض الفنّانين. وهذا كلُّه كان مدخلاً إلى علاقتي بالمشهد الثقافي في بيروت وبتاريخه عبر القراءة والنقاش. حين انتقلت للإقامة في لندن، انحلَّت عُقَد ومجموعات النقاش، وغادر الأصدقاء وتفرّقوا. وبذلك تلاشت علاقتي مع هذه البيئة.


■ كيف صدر كتابك الأول؟ وكم كان عمرك؟
كنتُ دائماً في حالة تردُّد. كان يغريني أكثرَ أنْ أنشر في الصحُف وأترجم بشكل متفرّق ومتقطّع. نشرتُ مجموعة قصائد في ما مضى حملت عنوان "نزول الألفة"، وكان عمري حينها 35 عاماً.


■ أين تنشر؟
أنشر حالياً في موقع "ألترا صوت". وفي الماضي، نشرتُ في صحيفة "القدس العربي". كما نشرتُ وترجمتُ لي ولآخرين بالإنكليزيّة مقالاتٍ في موقع "أي فلاكس" الثقافي الأميركي.


■ كيف تقرأ؟ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
أقرأ بطريقة متقطّعة، أحياناً أضعُ مخطّطاً بحثياً وأقرأ من خلاله، وكثيراً ما أقرأ بطريقة عشوائيّة، خصوصاً في ما يخصُّ الشعر والرواية. لا أخفيكَ أيضاً أنّ للانقطاع عن القراءة حصّة ونصيباً. 

محاولة خروج من العزلة وفعلُ تواصل مع أصدقاء فرّقنا الشتات

■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
بالإنكليزية والفرنسية.


■ كيف تنظر إلى الترجمة؟ وهل لديك رغبة في أن تترجمَ أعمالك؟ 
الترجمة عملٌ يُغريني لأنّه عملٌ دافئ وفعلُ تأنٍّ يَحكُمُهُ الشكّ، يجمعُ ما بين القراءة والكتابة من خلال الانتقال بين فضاءين مختلفين، في التعبير والصياغة والدلالة، وفيه تحدٍّ للتعاطي بأمانة لسحب المعنى من كنف إلى كنف بأقل قدر من التشوُّهات.


■ ماذا تكتب الآن؟ وما هو إصدارك القادم؟
أكتب مقالات ومشاهدات نقديّة في عالم التكنولوجيا والأحداث الراهنة، كما بعض الشعر والنثر. أعودُ إلى بعض القصائد القديمة، وأتحضّر لصدور مجموعتي الثانية.


بطاقة 
شاعر وكاتب صحافي لبناني من مواليد 1979. مقيم في لندن منذ 2007. متخصّص في أنساق تكنولوجيا المعلومات وأسواقها الجديدة. يعملُ في مجال الهوية الرقمية والسلوك البيومتري. مُهتمّ بالشعر والفلسفة والأدب وتقاطعاتها مع سرديّات الخطاب والاجتماع والسياسة. صدرت له مجموعة شعرية واحدة بعنوان "نُزول الألفة" عام 2014، وله مجموعة ثانية تصدرُ قريباً في بيروت بعنوان "أمّا الحبّ فنتركه للسرير".

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون