مطرٌ لا ينقطع وطرق طويلة بلا وصول

29 يناير 2020
فخري رطروط/ فلسطين
+ الخط -

شيمبورسكا

عالٍ، ورزين
فيه مطرٌ لا ينقطع، وطرق طويلة بلا وصول
ليس جنسياً، لكنه يحفّز على الجنس
فيه سعال متواصل، وبرد حميمي
اسمك لا يقودني إلى الشعر أبداً
بل إلى البكاء المتواصل.


■ ■ ■


مصيدة للنسيان

لأن اليوم المطر لا ينقطع
لأن رفاقي أصبحوا عبيداً للعمل اليومي
لأنني نسيت أسماءهم
لأنني لا أعرف هل أثمرت شجرة الحي القديم
لأنني لا أعرف هل العشب خارج بيتي سعيد
أم العشب الذي نما داخله أسعد
لأنني لا أعرف شيئاً عن السعادة غير سعال الجار
تركت بقايا البرتقال في الكأس
مصيدة للذباب
ونمت.


■ ■ ■


لأنني لم أعرف أمّاً حقيقية

لأننا كنا غريبَين
وعبدَين للعمل اليومي
اخترتِ الطريق الأصعب
وطعنتِ الموت بخنجر.
أتخيّل الآن أمك الشاحبة
تبكي في إحدى دور العجزة في ضواحي لندن.
لكن أمّك الحقيقية هي الموت.
أتذكر صوتك يا فرجينيا**: يجب أن نقتل أمهاتنا كي نُولد.
والآن
أنا وحيد
ولم أفهم.


* شاعر من المغرب

** إشارة إلى الكاتبة الإنكليزية فرجينيا وولف

المساهمون